كم أنا بعيد ووحيد ..كم أنت وحيدٌ يا حلمي يا أملي !
تفصلني عنك شُعيراتٌ سوداء ترنو إلى المشيب ...تفصلني عنك
وعورة الطريق
تُحيل بيني وبينك جبالٌ وبحار
لم أصل لك يا حُلمي ؟!
كم قيل أن الأحلام خُلِقت كي لا تُحقق
الطرقات المطموسة من قديمٍ نُقشت عليها أنّك في مكانٍ ما ...
أفتش عنك وسط الدروب الضائعة ...
الشمس تصبغ الكون بذهبها المُضيء ...تقول أن آشعتي تُنير بين أيدي الباحثين عن أحلامهم !
المدقات التي عانت من فعل الرياح ... الأطلال التي فارقت الأحبة !
لم أبكي على طلل !
لم أدخل يوماً مُدن الأحلام !
فقط إعطني شُعاعٌ ذهبي يُضيء لي عُتمة الليالي ..إعطني لجاماً بلا جواد
لجامٌ يُذكرني بأنّي بطيء ولو كنت سريعاً
بأن لكُل شيءٍ حدود
ولكل جواد لجاماً يمنعه من العدْو !
آهٍ يا حلمي !
كم من إمرؤٍ يُطاردك ...كم من شخصٍ يُشاركني إياك
هل أنا أناني كي أتمناك لنفسي فقط !
لم أرك يا حُلمي منذ زمن !
هل أنت مسجون في حدائق الآخرين ! ...هل أحببت المكوث بعيداً ...
وهل ارتضيت عالم الطيف عن عالم الواقع ؟!
أم إنّك يا حُلمي في أيدي الأعداء مغلولٌ بسلاسل تمنع عنك الأجواء الصافية
كم أنت ذو قلبٍ قاسٍ ! ؟
كم من صديقٍ فقدتُ من أجلك
كم من دماءٍ بذلت كي أظفر بك
كم من رياحين تنسمتها ولم أفضل جوارها كي اجاورك !
أنت قاسي ولكنّك صديقي الأفضل
حلمي كن بعيداً كالسحاب ...قريباً كالسراب
فمهما شابت شُعيراتي وضاعت سنواتي
فأنت الرفيق الذي يُستظل به في وعثاء الحياة !
