استفقت فأقلعت: (مذكرات مدمن وكاتب)

معظم الذين كتبوا عن أضرار المخدرات لم يسبق لهم عيش هذه التجربة، لذلك من البديهي أن تجد كل حديثهم يتمحور حول الأضرار المادية، مثل الضرر الواقع علي الجسد أو المال المهدر، ولكن هل هذا فقط ما يشعر به المتعاطي؟

أحاول في هذه السلسلة أن أنقل الصورة كما يشعر بها المتعاطي قدر الإمكان، وقد حاولت التركيز في هذا الكتاب فقط علي الخبرات وليس المعرفة النظرية، وأستند في هذا الكتاب علي خبرتي الشخصية وخبرة من حولي من المتعاطين.

بالطبع كان علي أن أفكر مائة مرة قبل الشروع في كتابة هذه السلسلة ونشرها، لأننا نعيش في مجتمع يعشق إصدار الأحكام، ويتلذذ بتنصيب نفسه كوال علي كل من حوله، يتجرد من كونه إنسانا يخطئ ويصيب، وينسي أو يتناسى أن الكمال صفة تخص الخالق فقط، لذلك أنا لا أخشى أحكام المجتمع على، سواء جاءت هذه الأحكام من قريب أو غريب، وذلك لِأَنَّ في الأصل، إنسان

أيضاً بفضل الله قد أقلعت عن كل أنواع المخدرات قبل البدء في هذا الكتاب، وسأحاول أن أترك بعض النصائح التي بدورها ستساعد كل متعاطي علي الإقلاع عن المخدرات، ولكن أنصح وبشدة قراءة السلسلة بأكملها، حتى يصبح القارئ على وعي كامل بجميع الجوانب للتعاطي، وأظن أن القارئ إذا مر بنفس التجربة سيتفق معي في أغلب النقاط

أتمنى لك قراءة مثمرة، وأتمنى أن تقلع وبشكل كامل عن أي نوع من أنواع المخدرات، وأن تستغل هذه الخبرات الثمينة التي اكتسبتها في خلال فترة التعاطي لتعطيك دفعة للأمام، ويمكنني التأكيد على أن هذا ممكن