كيف تغيرت حياتي بعد الإقلاع عن الإستماع للأغاني؟

في البداية, يجب أن أخبرك أنِ كنت كثير الإستماع للأغاني, ولقد حفظت مئات أو حتي آلاف الأغاني والألحان, حتي أن بإمكانني التعرف علي معظم الأغاني المصرية من أول ثانية منها

والان لا أستمع إلي أيٍ من هذه الأغاني, وبدأت في إلغاء الإعجاب لكل الأغاني التي كنت أستمع إليها ليل نهار, وقد بدلتها أيضاً بشئ ينفعني ويضيف قيمة حقيقية إلي حياتي في كل ثانية

ولكن, ماذا حدث كي يتغير كل ذلك؟

في الحقيقة لم يحدث أي شئ محوري, كل ما في الأمر أنني بدأت ألاحظ بعض الأشياء المهمة التي نغفل عنها جميعاً, وسأحاول صياغتها كلها في صورة أسئلة

كم مرة استمعت إلي أغنية حزينة فتبدلت حالك إما من السرور أو العادة إلي الحزن, أو من الحزن للحزن الشديد؟

كم مرة ذكرتك الأغاني بأشخاص أو ذكريات تؤلمك, رغم معرفتك بأن هؤلاء الأشخاص وهذه الذكريات لا تمت بصلة لحياتك الآن, ولا يوجد مكان لهم فيها؟

كم مرة شعرت أنك تافه لإستماعك لكلمات تافهة تُغلف في ألحان عذبه أو حتي صاخبة والإستمتاع بها؟

ما هي أفضل أغنية استمعت إليها طيلة حياتك؟ كم مرة تقريباً استمعت إليها؟ خمس مائة مرة؟ ألف مرة؟ أكثر؟

كم من الساعات والأيام بل والأسابيع والشهور أضعت في سبيل استماعك للأغاني والألحان؟

ماذا كان يمكنك تعلمه في هذا الوقت الضائع وكيف كان سيؤثر علي حياتك بالإيجاب؟

:نحن لا نستطيع إزالة شئ له أثر كبير في حياتنا كالأغاني بالكلية في خطوة واحدة, لذلك تحتاج إلي التدرج, وسأخبرك بالضبط ماذا فعلت

• في البداية بدأت بإلغاء الأغاني التي لم أستمع إليها منذ فترة, والتي ليست جزء من حياتي الآن

• ثم بدأت بالإستماع إلي الكتب الصوتية, والبودكاست, والمقالات المسموعة

• كلما كانت الكتب الصوتية والبرامج الصوتية والمقالات المسموعة تجذبني أكثر كلما كانت قدرتي علي الإستغناء عن الأغاني أكثر فأكثر

• بعدما أصبح تعلقي بهذه البرامج والكتب الصوتية أكثر من تعلقي بالأغاني بدأت بإلغاء كل الأغاني حتي التي كانت تمثل لي جزء مهم من الحياة

وهكذا أصبحت اليوم أتعلم طوال الوقت بنفس الوقت الذي كنت أهدره في الإستماع للأغاني, وقد شكل هذا التغيير نتائجاً إيجابية تنعكس علي جوانب حياتي كلها, لذلك شعرت بضرورة مشاركة ذلك الحدث البسيط والضخم في الوقت ذاته

وأسأل الله التوفيق لكم ولي في الدنيا والاخرة
المدونة