المصدر
كيف نهاب الموت إذا ونحن لم نحي بعد"، هذه بعض الكلمات التي ختم بها المخرج السوري من الجولان المحتل أمير فخر الدين فيلمه "الغريب" الذي عرض في افتتاح أيام فلسطين السينمائية في قصر الثقافة بمدينة رام الله، والتي لخصت الحكاية.
حكاية الفيلم وبطله وهضبة الجولان السوري التي تعيش غربتها تحت الاحتلال.
اقرأ أيضا
لدعم صناعة السينما.. ليبيا ضيف شرف الدورة 32 لأيام قرطاج السينمائية
مديرة مهرجان عمّان السينمائي: عملي في مجال السينما استكمال لمسيرتي في الصحافة والحقل الإنساني
السينما السودانية.. فن ينكأ الجراح ويكافح لنجدة الإنسان
يتتبع الفيلم حكاية عدنان الذي يقوم بدوره الفنان أشرف برهوم، الشاب المثقل بعبء الجغرافيا المحاصرة وسطوة التقاليد، وحمل التوقعات من والده بأن يصبح طبيبا، وزوجته ليلى التي بات همها الهجرة للخلاص من برودة وطنها المحاصر، دون الالتفات له وهو يردد في كل مرة أن "شجرة التفاح يتغير طعمها إن نمت في غير تربتها".
من أفتتاح المهرجان 1من افتتاح مهرجان أيام فلسطين السينمائية (الجزيرة)
يزدحم الفيلم برسائل عديدة. وظهر المخرج، وهو كاتب النص أيضا، غير قادر على تجاوز أي منها. فهي تكمل مشهد الغربة. ليس غربة عدنان فقط، ولا الشاب الجريح القادم من سوريا الأم بحثا عن بيت تركه خلفه جده النازح في حرب 1967، ولا الزوجة " ليلى" التي أحبت عدنان رغم كل ظروفه الصعبة، ولا أبو عدنان الغارق بغضبه على ابنه الذي لم يحقق حلمه ويصبح طبيبا، ولا الأم التي لا تجد سوى مناجاة الله لتغيير الحال، فالغريب الأكبر هي هضبة الجولان المعزولة بسياج الاحتلال عن سوريا الأم والعالم أجمع.
عامر خليل مدير مسرح الحكواتي في القدسعامر خليل مدير مسرح الحكواتي في القدس (الجزيرة)
فيلم جولاني بامتياز
الفيلم، الغارق بتفاصيل جغرافيا المكان الساحرة والقاسية في آن، هو أول فيلم روائي طويل من هضبة الجولان وعنها، وهو ما ميزه ليكون فيلم الافتتاح. وأيضا لتختاره وزارة الثقافة فيما بعد ليمثل فلسطين في أوسكار 2022.
وعلى هامش العرض، تحدث فخر الدين للجزيرة نت بكل حماس وسعادة عن اختيار فيلمه ليكون فيلم الافتتاح. "نحن بواقعنا لا نستطيع الوصول إلى سوريا وبعيدون عن الوطن، ولكن احتضان فلسطين لنا يعني الكثير".
وقال أيضا إن "الفيلم يحاكي حالة الاغتراب والانتظار التي يفرضها الاحتلال، ونحن في الجولان وفلسطين نعيش هذا الواقع".
وبحسب فخر الدين، فإن إنتاج فيلمه في هذا الواقع لم يكن سهلا، فإنتاج الأفلام يحتاج لدعم مالي حكومي ومؤسساتي، وهو ما جعله يتجه بطلب الدعم من مؤسسات ثقافية عربية.
موهبة تستحق الدعم
تشابه الحال الفلسطيني مع ما يعرضه الفيلم لم يكن السبب الوحيد لاختياره ليكون في عرض الافتتاح، كما تقول المديرة الفنية للمهرجان، المخرجة ليلى عباس، أيضا الجماليات البصرية العالية في الفيلم، والتي لمسها جميع الحضور، فالمخرج موهبة "تستحق الدعم".
وإلى جانب هذا الفيلم الذي يعرض لأول مرة في مهرجان سينمائي عربي، بعد عرضه في مهرجانات دولية وفوزه بجائزة بمهرجان فينيسيا الدولي، تعرض 10 أفلام أخرى في المنطقة العربية لأول مرة. هذه الأفلام من أصل 65 فيلما اختارتها لجنة المهرجان لعرضها على مدار أيام المهرجان الخمسة.
وبحسب عباس، خلال الاختيار تم مراعاة معايير تتعلق بجودة الإنتاج فنيا، والتنوع الجغرافي بأن تكون من مناطق مختلفة، إلى جانب محتوى الأفلام.
واعتبرت عباس أن هذا المهرجان، رغم صعوبة تنظيمه لوجستيا ببلد تحت الاحتلال وميزانية محدودة، فإنه استطاع للعام الثامن على التوالي خلق حركة فنية كبيرة في فلسطين. وشكل فرصة لصناع الأفلام والسينمائيين الفلسطينيين للاطلاع على أفلام دولية، وأيضا التشبيك لإنتاجات مشتركة عربية ودولية.
وتعتبر ليلى عباس أن أهم فعاليات المهرجان هي جوائز طائر الشمس التي أطلقت في العام 2016، الخاصة بالسينما الفلسطينية، والتي تقدم فرصة لصناع الأفلام الفلسطينيين والناشئين لعرض أفلامهم، إلى جانب جائزة الإنتاج المالية لمساعدة المخرجين على إنتاج أفلام.
Downvoting a post can decrease pending rewards and make it less visible. Common reasons:
Submit