المصدر
نسعى جميعًا للتمتع بوضع مالي مستقر، وتحصيل دخل كافي لتأمين تصورنا الشخصي عن متطلبات الحياة وبعض الرفاهيات. لكن الأساليب التي يتبعها البعض في هذا الطريق كثيرًا ما تكون خاطئة، وقد تتسبب بوقوع بعضهم بفخ الإفلاس أو الفقر وعدم قدرتهم على النجاة منه.
الأخطاء التي سنأتي على ذكرها في السطور التالية لا تتعلق بكون الشخص يمتلك مرتبًا شهريًا ممتازًا أو متواضعًا، فمن يمتلك في ثقافته المالية نقاط الضعف هذه سيرى نفسه مفلسًا بغض النظر عن حجم المال الذي يكسبه.
الخطأ الأول: نمط حياة لا يتوافق مع دخل الشخص
ينتشر في بلاد الشام مثل شعبي بسيط لكنه بليغ: "مد لحافك على قد رجليك"، والخطأ الذي يقع فيه أغلب الناس حاليًا أنهم لا يفعلون ذلك.
في الواقع إن الناس لا يفرضون على أنفسهم نمط حياة أكبر من دخلهم لأنهم يحبون ذلك، بل من أجل محاولة الانسجام مع المجتمع الذي يشجع على التظاهر والاستهلاك.
ويرى الفرد نفسه في نهاية المطاف لا هو قادر على الاستمرار بتمثيل نمط الحياة الغريب الذي فرضه على نفسه أمام الناس، ولا هو قادر على تحسين وضعه المالي ليناسب تطلعاته وأهدافه، فالأموال التي يكسبها تذهب في سبيل شراء مكانة اجتماعية وهمية ومؤقتة.
الخطأ الثاني: عدم الموازنة بين الاحتياجات والرغبات
يُقسم الإنفاق إلى قسمين لا ثالث لهما: أمور تحتاج لأن تنفق أموالك عليها، وأمور ترغب بأن تنفق أموالك عليها. لكن الناس ينفقون أموالهم بشكل عشوائي بدون إدراك لأهمية الفارق الكبير بين الأمرين.
الأمور التي تحتاج لأن تنفق أموالك عليها، كأجرة المنزل والفواتير والضرائب وأساسيات الطعام والمواصلات، هي نفقات لا مهرب منها وينبغي أن تحصيها وتضعها جانبًا وتحسب كم تستهلك من مصروفك الشهري.
أما الرغبات، كالذهاب إلى المطعم وتبضع ملابس جديدة أكثر أناقةً وتوفير الوقت باستعمال تكسي بدلًا من المواصلات العامة، فهي أمور لا يجب أن تدعها تأكل من أموالك وتسبب لك الديون، وينبغي ضبطها بشكل متناسب مع وضعك المالي قدر الإمكان.
ننصحك بألا تنفق قرشُا واحدًا على أي من الرغبات، قبل سداد نفقة الاحتياجات بشكل كامل، وإلا ستجد نفسك قد وقعت في فخ الفقر والإفلاس.
الخطأ الثالث: استسهال القروض
لا بأس بالقروض التي تكون عبارة عن مبلغ مالي يقدم كدعم لمشروع ناشئ أو مساعدة في ظرف طارئ؛ لكن أسوأ أنواع القروض هي تلك التي يحصل عليها الشخص من أجل شراء سلعة أو منتج يمكن أن تستمر حياته بدونه.
يشرح لنا الخبراء أنه كلما زادت الديون على الشخص كلما قلت فرصته بتحقيق النجاح المالي في المستقبل، أما إذا كانت الديون هي قروض ربوية تستوجب فائدة فذلك يعني أن صاحبها يحفر طريقه نحو الفقر والإفلاس بيديه.
ينطبق على ذلك مبدأ "الشراء بالتقسيط" كذلك فهو أيضًا أحد أنواع الديون التي تنهش بدخل صاحبها بشكل شهري لكي توفر له امتيازات قد يتمكن من الاستغناء عنها.
الخطأ الرابع: صورة المليونير الكاذبة
يقع العديد من الناس حديثو النعمة بهذا الخطأ، ويودي بهم إلى التدهور المالي السريع والإفلاس. في الواقع لا ينبغي أن تحصل على ملابسك من أغلى المتاجر العالمية وتشتري أفخم أنواع السيارات حتى تثبت أنك شخص ذو مكانة اجتماعية وسلطة مالية.
أغلب أثرياء العالم يعيشون حياة عادية، وقد يشترون سيارات مستعملة، ويبتاعون حاجياتهم من متجار عادية. أما الاستعراض والتفاخر فهو يدمر الثروة ولا يصنعها، وهو سلوك بعض المشاهير والعاملين في قطاع الترفيه لكنه ليس سلوك رجال الأعمال المخضرمين وأصحاب الخطط والأهداف الحقيقية.