New

أفهمها جيداً...
سئمت االمثالية سئمت نعتي بعبارات الشكر والإطراء .. سئمت كوني لطيفا و مهذب .. قررت الخروج عن الطريق قررت الإنحراف ..أنا في الحقيقة سيءٌ جدا دائما ما أتفوه بالعبارات القذرة .. لا أجد مصطلحات تعبر عما يجول في خاطري إلا تلك الكلمات النتنة .. أنا غاضب جدا أختنق ، مزاجي معكر .. أتمنى أن تحل كارثة الآن تدمر كل شيء جميل ولطيف على سطح الأرض.. أتمنى موت الجميع .. أعشق الدمار.. لو أن العالم يباد وتهد كل المباني كل ما بناه البشر الحمقى .. كم أريد الجلوس على كرسي في مقهى أترشف الإكسبراس وأدخن التبغ وأشاهد مجزرة تقام أمامي خراب كبير فوضى عارمة الكل خائفون يلوذون بالهرب والدماء تغمر المكان .. صفارات الإنذار تطلق دويّها منبهة بحلول الكارثة وأنا جالس أراقب المشهد الجميل عن كثب في صمت وسعادة.. تغمرني إبتسامة رضااءٍ على الوضع وما يحدث .. تمر من أمامي إمرأة حامل في عقدها الثالث تحمل صغيرا على ظهرها وآخر في يدها تعثرت فسقطت أمامي نظرت لي في حزن وكأنها تترجاني مساعدتها لتستطيع الهرب أسرع فالنار تلاحقها.. أتقدم منها ببطئ أمد لها يدي لتنهض إبتسم لي صغيرها بوجهه الملائكي وكأنه يشكرني .. بادلته الإبتسامة .. ساعدتها لتنهض إذ بي أراها تبتسم وكأنها تدين لي بحياتها ، هنا عبس وجهي وتغيرت ملامحي ضحكت في وجهها بصخب أصابها الذعر وكأنها سقطت في يدي شيطان أخرس ودفعتها إل الوراء حيث النار تأكل كل شيء ورميتها بأبنائها وعدت أدراجي إلى الكرسي جلست و أشعلت سيجارة ومكثت أشاهد النار تأكل جسدها وصغارها بهدوء صراخهم كان بمثابة سنفونية موزارد مشهد جميل طغت الرومانسية والحب عليه لم أعلم يوما أنّ النار قد تعشق جسدا بشريا بهذا القدر .. بدأ اللحم ينزاح على أجسادهم وصوت الصراخ بات لا يسمع .. هنا أدركت أن المسرحية أوشكت على الإنتهاء.. عليا المغادرة .. شربت ما تبقى من قهوتي ونهضت .. عليا البحث عن أحد آخر لأنقذه كما فعلت مع الحامل وأبنائها..