أهلا بالجميع،
أحد المشاكل التي تواجه العديد من سلاسل الكتل حاليا هي معضلة تحديد أو خلق القيمة التي عن طريقها يمكن للسلسلة تحقيق الإستقرار، جلب المستثمرين، الحفاظ على المستخدمين، إلى جانب خلق حالة من التنمية المستدامة القائمة على الحاجة والقيمة. القيمة في مفهوما البسيط تشمل القيمة الحسية والمعنوية التي يمكن أن يشكلها مفهوم ما بالنسبة إلى شخص أو مجموعة من الأشخاص. ولكن في نفس الوقت. تختلف القيمة من شخص إلى آخر مما يجعل الأهداف التي تتمحور حول القيمة أمر مستحيل ولا يمكن تحقيقه واقعيا. ولكن معظم النماذج الاقتصادية والتجارية تعلم هذا جيدا، لذا هي تسعى بطريقة مستمرة إلى بلورة نماذج إقتصادية في عملية الإنتاج تهدف إلى إدراج أكبر نطاق ممكن من المتغيرات المجتمعية. ولكن رغم ذلك، دائما ما يعد الأمر غير كاف للأسباب التي سأذكرها في الأسفل بشكل موجز.
يمكننا رؤية في تعدد المنتجات حتى لو كانت بنفس الجودة مدلولا واضحا القيمة أو التأثير السيكولوجي للسلع على البشر بشكل عام. فبغض النظر على القوانين التي وضعت لمحاربة الإحتكار التي وسمحت بتحفيز المنافسة وخلق منتجات ثانوية. إلى أن الانتماء السيكولوجي له أثر واضح فيتعدد المنتجات بحكم قانون العرض والطلب. فإذا قرر لسبب أو آخر مجموعة من الأشخاص أنهم لن يشتروا منتج معين مثل ما حدث مؤخرا مع منتج (Bud Light) كمثال واضح على ذلك. فالشركات دائما ما تعتمد إستراتيجية إعلانية محكمة لتقديم المنتجات على أنها مختلف جذريا وتعبر على أفكار معينة. رغم أن الأسباب الحقيقية وراء هذه التغيرات دائما ما تكون إقتصادية بحتة في معظم الأحيان. لذا، وإطلاقا من هذه المسلمة، يمكننا القول إن القيمة في ضل تعدد المنتجات وتابه الجودة تستند بشكل كبير على الولاء القيمي التي يشكل به الشخص الواحد إزاء منتجات معينة. أكان للأمر علاقة بالدين، السياسة، أو التأثير الشكلي أو السيكولوجي بكل عام.
إذا ما رجعنا إلى معضلة سلاسل الكتل، فالمشكلة تطرح نفسها بكل خاص في ظل وجود تفرعات لنفس السلسلة إذ أن القيمة الأساسية أو الرئيسية ستتأثر بشكل مباشر. فسلسلة ستيم على سبيل المثال والتي تعتمد على مثال إثبات الإنسانية من أجل خلق قيمة يمكن إستغلالها من خلال محركات البحث لجلب العديد من المستخدمين الجدد تعاني حاليا من مشكلة التعددية بسبب وجود العديد من التفرعات التكتلية التي أثرت بشكل مباشر على قيمة السلسلة الأم. ولكن النموذج هنا يمكن ألا يتطابق مع بعض النماذج الواقعية للقيمة كما التي تكلمنا عنها من قبل. فمثلا، يمكن أن يقرر شخص ما أن يأسس فرع معين بناءا أهدافه الخاص، أو تقرر شركة معينة إستغلال التقانة لسبب أو لآخر. كم أن كون السلسلة لها خاصة معظم السلاسل المعروفة، فإن القدرة على إستيعاب مختلف المواضيع وعرضها وفق منصات مختلفة لها الحرية في إختيار المحتوى التي تريد عرضه يجعل منها ذو قابلية كبيرة على التأقلم والاحتواء. لكن المشكلة تبدأ في البروز لما يكون التفرع غير قائم على الشبكة أو السلسلة الرئيسية مثل ما هو الحال مع السلاسل الموازية أو المشاريع القائمة على إيثريوم. حاولت ستيم من قبل النيل من المفهوم عبر تقديم تقانة (SMT)، لكن فشل تضمينها في الشفرة المصدرية لأسباب عدة ربما كانت سببا أيضا في بروز تفرعات عديدة غير تلك التفرعات التي كانت لأصحابها تصادم جذري مع المبادئ القيمية للسلة الأم.
في نهاية المطاف، تبقى مسألة القيمة في يد الأشخاص الذين لديهم إهتمام في سلسلة معينة، بالأخص المستثمرين الذين لديهم أموال على الشبكة. فالوثيقة البيضاء توضح أن المستثمرين الذي ن لديهم أموال على الشبكة تكون لديهم مصلحة أكبر في السهر على أن الشبكة تعمل كما يجب. على أن القرارات أو تحديثات السلسلة. لكن كما يمكن رؤيته حاليا على سلسلة ستيم، يبدو أن هذه النظرة مثالية أكثر منها واقعية إذ يمكننا رؤية عقلية المضاربة الشرسة إذ أن معظم المستثمرين الكبار يعملون على ممارسة امتصاص القيمة عوض خلقها. فهم بذلك يعملون بعيدا عن الشروط الأساسية للشبكة من أجل خلق القيمة. لذا لا يجب على أي كان أن يحتار لما تبدأ القيمة العامة في التراجع وتصبح قيمتها تتوافق أكثر مع كون العملة الأساسية للشبكة كوسيلة لنقل الأموال.
شكرا على مروركم،