قال شيخ الإسلام الإمام المحدّث عبد الله الهرري رحمه الله:
بِسْمِ الله الرَّحمَنِ الرَّحِيم
هَذَا مَا أملاه العلامة المحدث الشيخ عبد الله الهرري غَفَرَ اللهُ لَهُ وَلِوَالِدَيْهِ
في مدينة سانتتيان في فرنسا 7 Joun 2005
الـحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَـمِين وَالصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَى سَيِّدِ المُرْسَلِين سَيِّدنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى ءَالِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِين.
أَمَّا بَعْد: فَقَدْ رُوِّينَا بِالإسْنَادِ المُتَّصِل فِي جَامِع التِّرْمِذِيِّ رَحِمَهُ الله أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قَال: » لاَ تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ حَتَّى يُسْأَل عَنْ أَرْبَع، عَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاه وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَا أَبْلاَه وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ أَخَذَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَه وَعَنْ عِلْمِهِ مَاذَا عَمِلَ فِيه« حَدِيثٌ صَحِيحٌ.
المَعْنىَ أَنَّ الإنسَانَ يُسْأَل قَبْلَ أَنْ يُفَارِقَ مَوْقِفَ القِيَامَة قَبْلَ أَنْ يُؤْمَرَ بِهِ إِلَى الجَنَّةِ أَوِ النَّار، يُسْأَلُ عَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاه وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَا أَبْلاَه وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ أَخَذَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَه فَإنْ أَخَذَ المَالَ مِنْ حَلاَلٍ وَصَرَفَهُ فِي حَلاَلٍ سَلِمَ، وَإلاَّ فُهُوَ اِسْتَحَقَّ العُقُوبَةَ.
وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَا عَمِلَ بِهِ، وَيُسْأَلُ عَمَّا تَعَلَّمَهُ هَلْ تَبِعَ هَذَا العِلْمَ الَّذِي تعَلَّمَهُ أَمْ لَمْ يَتْبَعْهُ.
الَّذِي تَعَلَّمَ القُرْءانَ فَجَعَلَ القُرْءَانَ أَمَامَهُ وَكَانَ تَابِعًا لِلْقُرْءَانِ يُنَفِّذُ أَوَامِرَهُ وَيَتَجَنَّبُ مَا حَرَّمَهُ القُرْءَانُ نجا وَسَلِمَ. أَمَّا مَنْ تعَلَّمَهُ وَجَعَلَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ فَصَارَ يَعْمَلُ مَا يُخَالِفُ القُرْءانَ، هَذَا هَلَكَ، القُرْءَانُ خَصْمُهُ.
مِنْ هُنَا يُعْلَمُ أَنَّ سَبِيلَ النَّجَاةِ العِلْمُ أَيْ عِلْمُ الدِّين لأَِنَّ عِلْمَ الدِّينِ بِهِ يُعْرَفُ مَا يُحِبُّ اللهُ وَمَا يَكْرَهُ اللهُ، بِهِ يُعْرَفُ الكَلاَم الَّذِي لَيْسَ فِيهِ مُؤَاخَذَةٌ فِي الآخِرَةِ وَالمَشْيُ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ مُؤَاخَذَةٌ فِي الآخِرَةِ، وَكَذَلِكَ سَائِر تَصَرُّفَاتِ الإنْسَان بِالْعِلْمِ، بِعِلْمِ الدِّين يُعْرَفُ مَا يَضُرُّهُ وَمَا يَنْفَعُهُ. فَكَانَ الَّذِي تَعَلَّمَ عِلْمَ الدِّين مِمَّنْ أَرَادَ اللهُ بِهِ خَيْرًا وَمَنْ لَمْ يَتَعَلَّمْ فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى لَمْ يُرِدْ بِهِ خَيْرًا.
وَأَفْضَلُ العِلْم عِلْمُ التَّوْحِيد، العِلْمُ الَّذِي يُعْرَفُ بِهِ الله، مَا يَجُوزُ عَلَى الله وَمَا لاَ يَجُوزُ عَلَى الله، هَذَا العِلْمُ هُوَ أَفْضَلُ العُلُوم.
أَبُو حَنِيفَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ سَمَّى عِلْمَ التَّوْحِيد الفِقْهَ الأَكْبَر، مَعْنَاهُ الفِقْهُ الَّذِي يُعْرَفُ بِهِ أَحْكَامُ الطَّهَارَة وَالصَّلاَة وَالصِّيَام وَالْحَجِّ وَالزَّكَاة هَذَا فِقْهٌ أَصْغَر. فَيَجِبُ الاِعْتِنَاءُ بِعِلْمِ التَّوْحِيد أَكْثَر مِنْ غَيْرِهِ لأَِنَّ مَنْ عَرَفَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَثَبَتَ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى قَضَى حَيَاتَهُ وَسَلِمَ مِنَ الكُفْرِيَّات فَإنَّهُ لَا بُدَّ أَنْ يَدْخُلَ الجَنَّة، إِمَّا بِدُونِ عَذَاب لَا فِي القَبْرِ وَلَا فِي الآخِرَةِ، وَإِمَّا بَعْدَ عَذَابٍ يَدْخُلُ الجَنَّة إِنْ لَمْ يَغْفِرِ اللهُ لَهُ وَكَانَ عَلَيْهِ كَبَائِرُ الذُّنُوب مِثْلُ تَرْكِ الصَّلَوَاتِ الخَمْس أَوْ بَعْضِهَا أَوْ أَكْلِ حَرَام. أَمَّا مَنْ لَمْ يَعْرِفِ الله كَمَا يَجِب فَهُوَ لاَ يَنْفَعُهُ شَىء مَهْمَا اجْتَهَدَ فِي صُوَرِ العِبَادَات لاَ يَنْفَعُهُ شَىء. كَثِيرُ مِنَ النَّاس لَا يَتَعَلَّمُونَ عِلْمَ التَّوْحِيد وَيَشْتَغِلُونَ بَالطَّرِيقَةِ وَالذِّكْرِ فَيُتْعِبُونَ أَنْفُسَهُم هَؤُلاَءِ مُفْلِسُون، فِي الآخِرَةِ مُفْلِسُون، لَا يَجِدُونَ مَا كَانُوا يَظُنُّون أَنَّهُم يَجِدُونَهُ، يَظُنُّون أَنَّهُم قَدَّمُوا لآِخِرَتِهِم زَادًا كَبِيرًا وَلَيْسَ لَهُمْ شَىء.
كَذَلِكَ الَّذِي عَرَفَ اللهَ كَمَا يَجِبُ وَءَامَنَ بِرَسُولِهٍِ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم لَكِنَّهُ مَا كَانَ يَتَجَنَّبُ الكُفْرِيَّاتِ، الكَلاَمَ الَّذِي فِيهِ كُفْرُ، إِمَّا من طَرِيقِ المَزْحِ وإمَّا من طَرِيق عَدَمِ مَعْرِفَة الأَفْعَالِ وَالأَقْوَالِ وَالعَقَائِدِ المُكَفِّرَة أَيْ الَّتِي تُخْرِجُ مِنَ الدِّينِ.
وَكُلُّ هَذَا، أَيْ مَعْرِفَةُ مَا فَرَضَ اللهُ وَمَا حَرَّمَ الله مَنْ قَوْلٍ وَفِعْلٍ وَاِعْتِقَادٍ، إِنَّمَا يُوصَلُ إِلَيْهِ بِالتَّعَلُّمِ.
فَيَا خَسَارَةَ مَنْ قَضَى عُمْرَهُ بِالذِّكْرِ وَالصَّلاَةِ وَالصِّيَامِ مِنْ غَيْرِ صِحَّةِ العَقِيدَة، وَهَذَا الصِنْفُ كَثِيرٌ مِنَ النَّاس.
اليَوْم بَعْضُ النَّاس مِنْ شِدَّةِ الجَهَل يَقُولُونَ اللهُ تَعَالَى قَال: ﴿ وَاتَّقُواْ اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ﴾ [سورة البَقَرَة/282] وَيَشْتَغِلُونَ بِالعِبَادَة مِنْ غَيْرِ أَنْ يَتَعَلَّمُوا العِلْم، يَظُنُّونَ أَنَّ مَعْنَى: ﴿وَاتَّقُواْ اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ﴾ أَنَّ الإنْسَانَ إِذَا اشْتَغَلَ بِالصَّلاَةِ وَالصِّيَامِ والحَجِّ وَالذِّكْرِ وَالصَّدَقَاتِ اللهُ تَعَالَى يُعْطِيهِ عِلْمًا مِنْ دُونِ تَعَلُّم، هَذَا مُحَال، مُحَال.
اللهُ تَعَالَى لاَ يُعْطِي الشَّخْصَ العِلْمَ الوَهْبِيَّ قَبْلَ أَنْ يَتَعَلَّم وَيَعْمَل بِمَا تَعَلَّم. أَمَّا مَنْ تَعَلَّمَ مَا أَحَلَّ الله وَمَا حَرَّمَ الله مَعَ العَقِيدَةِ الصَّحِيحَة وَأَدَّى الفَرَائِضَ، كُلَّ مَا فَرَضَ اللهُ عَلَيْهِ أَدَّى، وَتَجَنَّبَ كُلَّ مَا حَرَّمَ الله عَلَيْهِ، هَذَا الله يُعْطِيهِ عِلْمًا وَهْبِيًّا، غَيْرَ العِلْم الَّذِي قَرَأَهُ عَلَى العُلَمَاء. هَذَا مَعْنَى: ﴿ وَاتَّقُواْ اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ﴾.
فَيَا خَيْبَةَ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ يَشْتَغِلُونَ بِالطَّرِيقَةِ وَالذِّكْرِ مِنْ دُونَ أَنْ يَتَعَلَّمُوا عِلْمَ التَّوْحِيد وَلَا عِلْمَ الأَحْكَام. ثُمَّ يَظُنُّونَ بِأَنْفُسِهِم أَنَّهُم بِهَذِهِ الأَوْرَاد وَالأَذْكَارِ يَصِلُونَ إِلَى الوِلاَيَة، يُصِيرُونَ أَوْلِيَاءَ الله. هَذَا مُحَال. مِنْ سُوءِ فَهْمِهِمْ هَلَكُوا.
﴿وَاتَّقُواْ اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ﴾ مَعْنَاهَا اِعْمَلوُا بِمَا فَرَضَ الله مِنْ عِلْمٍ وَعَمَل فَإِذَا عَمِلْتُمْ بِذَلِكَ، طَبَّقْتُمْ تَمَامًا، عِنْدَئِذٍ اللهُ تَعَالَى يُعْطِيكُمْ عِلْمًا لَدُنِّيًّا أَيْ غَيْرَ العِلْمَ الَّذِي يُقْرَأُ عَلَى العُلَمَاء.
هَؤُلاَءِ الَّذِينَ يَظُنُّونَ بِأَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ إِذَا اشْتَغَلُوا بِالذِّكْرِ وَالصَّلاَة وَالصِّيَام، أَكْثَرُوا مِنْ ذَلِكَ يَصِيرُونَ أَوْلِيَاءَ الله وَأَنَّ اللهَ يُعْطِيهمْ عِلْمًا غَيْرَ كَسْبِيّ، هَؤُلاَءِ طَلَبُوا المُحَال، شَيْئًا لَا يَكُون.
ثُمَّ الأَصْلُ الأَصِيل هُوَ عِلْمُ التَّوْحِيد. بِدُونِ عِلْمِ التَّوْحِيد لَا يَنْفَعُ شَىءٌ مِن الحَسَنَات. وَكَمَا أَنَّ الصَّلاَةَ لَا تَصِحُّ إِلَّا بِوُضُوء، كَذَلِكَ الحَسَنَاتُ لَا يَقْبَلُهَا الله إِلَّا بَعْدَ التَّوْحِيد، عِلْم التَّوْحِيد، بَعْدَ مَعْرِفَةِ الله أَنَّهُ مُتَصِّفٌ بِكَذَا مِنْ الصِّفَاتِ وَأَنَّهُ مُنَزَّهٌ عَنْ كَذَا وَكَذَا مِنَ الصِّفَات. بَعْدَ هَذَا وَبَعْدَ الإِيـمَانِ بِرَسُولِهِ مُحَمَّد، بَعْدَ ذَلِكَ الأَعْمَال تَنْفَع، الصَّلاَة وَالصِّيَام وَالحَجّ وَالزَّكَاة وَبِرُّ الوَالِدَيْن وَالجِهَادُ فِي سَبِيلِ الله. بَعْدَ ذَلِكَ هَذِهِ الأَعْمَال تَنْفَع. بِدُونِ ذَلِكَ لَا تَنْفَع. فَمَنْ ظَنَّ أَنَّهُ بِدُونِ ذَلِكَ يَصِلُ إِلَى المَطْلُوب فَهُوَ طَالِبُ المُحَال.
وَمَعْرِفَةُ الله اِعْتِقَادُ أَنَّ اللهَ مَوْجُود، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ مُشْبِهًا لِشَىءٍ مِنَ العَالِم، ذَاتُهُ أَيْ حَقِيقَتُهُ لَا يُشْبِهُ ذَوَاتِ العَالَم، اللهُ ذَاتُهُ لَيْسَ جِسْمًا لَطِيفًا وَلَا جِسْمًا كَثِيفًا، أَيْ لَيْسَ كَالنُّورِ وَالرِّيح وَالرُّوح شَيْئًا لاَ يُجَسُّ بِالْيَد وَلَا هُوَ شَىءٌ يُجَسُّ بِالْيَدِ كَالحَجَرِ وَالشَّجَرِ وَالإِنْسَان. لَيْسَ حَجْمًا صَغِيرًا وَلَا حَجْمًا كَبِيرًا. اللهُ تَعَالَى خَلَقَ العَالَم عَلَى مَقَادِيرَ مُخْتَلِفَة. خَلَقَ أَصْغَرَ شَىء، أَصْغَرَ حَجْم، حَبَّةَ الخَرْدَل وَمَا هُوَ أَصْغَرُ مِنْهَا. وَخَلَقَ العَرْشَ الَّذِي هُوَ أَعْظَمُ حَجْم، وَهُوَ قَادِرٌ أَنْ يَخْلُقَ أَكْبَرَ مِنَ العَرْشِ لَكِنْ لَمْ يَخْلُقْ أَكْبَرَ مِنْهُ. كُلُّ شَىءٍ لَهُ حَجْم مَخْلُوق، اللهُ لَيْسَ لَهُ حَجْم، لَا يُوصَفُ بِالصِّغَرِ وَلَا بِالكِبَرِ. نَقُولُ اللهُ أكْبَر بَمَعْنَى أَنَّهُ أَعْلَمُ مِنْ كُلِّ عَالِم وَأَقْدَرُ مِنْ كُلِّ قَادِر، عَلَى هَذَا المَعْنَى نَقُولُ اللهُ أَكْبَر، لَيْسَ مَعْنَاهُ أَنَّ اللهَ تَعَالَى لَهُ حَجْمٌ أَكْبَر مِن كُلِّ حَجْم. ثُمَّ إِنَّ الحَجْمَ يَحْتَاجُ إِلَى مَكَان، بَعْضُ الحَجْم فِي الفَرَاغ كَالنُّجُوم. وَبَعْضُ الحَجْم قِسْمٌ مِنْهُ مُتَّصِلٌ بِالأَرْض وَقِسْمٌ مُتَّصِلٌ بِالسَّمَوَاتِ وَالعَرْش.
ثُمَّ إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَا يَتَّصِفُ بِشَىءٍ مِنْ صِفَات الحَجْم، الحَجْمُ لَهُ صِفَاتٌ: اللَّوْنُ وَالحَرَارَةُ وَالبُرُودَةُ وَالرُّطُوبَةُ وَاليُبُوسَةُ وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ. وَاللهُ لَا يَتَّصِفُ بِذَلِكَ.
هُوَ الَّذِي أَوْجَدَ هَذِهِ الأَشْيَاء بَعْدَ أَنْ كَانَتْ غَيْرَ مَوْجُودَة. فَكَيْفَ يُشْبِهُهَا بِوَجْهٍ مِنَ الوُجُوه!!!
الحَجْمُ لَا يَخْلُقُ الحَجْم، اللهُ تَعَالَى لَوْ كَانَ حَجْمًا مَا خَلَقَ الحَجْم، لَوْ كَانَ شَيْئًا خَفِيفًا كَالرُّوحِ وَالرِّيحِ وَالنُّورِ مَا اسْتَطَاعَ أَنْ يَخْلُقَ هَؤُلاَء. لَوْ كَانَ شَيْئًا كَثِيفًا كَالإنْسَانِ وَالحَجَرِ وَالذَّهَبِ وَالفضَةِ مَا اسْتَطَاعَ أَنْ يَخْلُقَ ذَلِك.
كَذَلِكَ الحَجْمُ يَحْتَاجُ إِلَى مَكَان، لَا بُدَّ لَهُ مِنْ مَكَان إِمَّا فَرَاغ وَإِمَّا اعْتِمَاد عَلَى جِسْمٍ كَالأَرْضِ كَالبَشَرِ وَالبَهَائِم، نَحْنُ نَعْتَمِدُ عَلَى الأَرْض، عَلَى هَذَا الحَجْم الذي هو الأَرْض. وَكُلُّ هَذِهِ الأَشْيَاء السَّمَوَات وَالعَرْش وَالأَرْض وَالفَرَاغ مَا كَانَت مَوْجُودَة قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَهَا الله كَانَتْ مَعْدُومَة ثُمَّ أَوْجَدَهَا الله. فَكُلُّ مَوْجُودٍ لِوُجُودِهِ أَوَّل أَيْ بِدَايَة إِلَّا الله. فَهُوَ المَوْجُود الَّذِي لَيْسَ لِوُجُودِهِ بِدَايَة. فيُقَال عَنْ كُلِّ شَىءٍ مَتَى وُجِدَ وَلَا يُقَال عَنِ الله مَتَى وُجِدَ لأِنَّ اللهَ لَا يَجْرِي عَلَيْهِ زَمَان. قَبْلَ الزَّمَان كَانَ مَوْجُودًا، قَبْلَ المَكَان، قَبْلَ المَكَانِ وَالزَّمَان. المَكَانُ لَهُ ابْتِدَاء وَالزَّمَان لَهُ ابْتِدَاء. فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ "كَيْفَ يَكُونُ مَوْجُودًا بلَا مَكَان؟ لَا بُدَّ لِلْمَوْجُود أَنْ يَكُون لَهُ مَكَان" يُقَالَ لَهُ: لَا مَانِعَ عَقْلاً أَنْ يَكُونَ اللهُ مَوْجُودًا بِلاَ مَكَان، القُرْءَانُ يَشْهَدُ بِذَلِكَ، وَحَدِيثُ الرَّسُول يَشْهَدُ بِذَلِكَ.
أَمَّا القُرْءَان فَقَوْلُهُ: ﴿هُوَ الأَوَّلُ﴾ [سُورَة الحَدِيد/3]، وَأَمَّا الحَدِيثُ فَقَوْلُهُ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: »كَانَ اللهُ وَلَمْ يَكُنْ شَىْءٌ غَيْرُهُ« أَيْ كَانَ اللهُ مَوْجُودًا وَلَمْ يَكُنْ مَوْجُودٌ غَيْرُهُ، أَيْ المَكَان وَالزَّمَانُ وَالجِهَاتُ السِّتّ. يُقَالُ لِهَؤُلاَءِ الوَهَّابِيَّة الَّذِينَ يَقُولُون "كَيْفَ يَكُونُ اللهُ مَوْجُودًا بِلاَ مَكَان" أَنْتُمْ قِسْتُمُ الخَالِق بِالمَخْلُوق، المَخْلُوقُ لاَ بُدَّ لَهُ مِنْ مَكَان، أَنْتُمْ جَعَلْتُمُ اللهَ مِثْلَ خَلْقِهِ، فَقِيَاسُكُم هَذَا فَاسِد، فَإِنْ قَالُوا "كَيْفَ يُتَّصَوَّرُ مَوْجُودٌ بِلاَ مَكَان" يُقَالُ لَهُمْ لَيْسَ مِنْ شَرْطِ الوُجُود صِحَّةُ تَصَوُّرِهِ بِالعَقْلِ، دَلِيلُ ذَلِكَ أَنَّ النُّورَ وَالظَّلاَمَ مَا كَانَا مَوْجُودَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَهُمَا الله وَكَانَ المَاءُ وَالعَرْشُ وَالقَلَمُ الأَعْلَى وَاللَّوْحُ المَحْفُوظ كَانُوا مَوْجُودِينَ فِي الوَقْتِ الَّذِي لَمْ يَكُنْ فِيهِ نُور وَلَا ظَلاَم. فَمَن يَسْتَطِيعُ أَنْ يَتَصَوَّرَ فِي عَقْلِهِ وَقْتًا لَيْسَ فِيهِ نُور وَلَا ظَلاَم! لَا أَحَد يَتَصَوَّرُ ذَلِكَ، وَمَعَ هَذَا يَجِبُ الإِيمَانُ بِذَلِكَ لأَِنَّ القُرْءَانَ أَخْبَرَ بِأَنَّهُ مَا كَانَ نُورٌ وَلَا ظَلاَم قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَهُمَا الله، اِقْرَأُوا هَذِهِ الآيَة:
﴿الْحَمْدُ للهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ﴾ [سُورَة الأَنْعَام/1]
مَعْنَى الآيَة أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ سَمَوَات وَلَا أَرْض أَيْ لَمْ يَكُنْ عَالَمٌ عُلُويٌّ وَلَا عَالَمٌ سُفْلِيٌّ وَلَا نُورٌ وَلَا ظَلاَم قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَهُمُ الله. تَعْتَرِفُونَ بِذَلِكَ أَمْ لَا؟ فَإِنِ اعْتَرَفْتُمْ فَقَدْ أَقْرَرْتُمْ بِصِحَّةِ الوُجُود بِلاَ مَكَان، وَإِنْ أَنْكَرْتُم كَانَ ذَلِكَ كُفْرًا لأَِنَّهُ تَكْذِيبٌ لِلْقُرْءَانِ.
الخَالِقُ لاَ يُقَاسُ بِالخَلْقِ، أَنْتُمْ يَا وَهَّابِيَّة قِسْتُمُ الخَالِق عَلَى المَخْلُوق وَقُلْتُم كَيْفَ يَكُونُ مَوْجُودًا بِلاَ مَكَان، تَبِعْتُم فِي ذَلِكَ ابْنَ تَيْمِيَة، مَا عِنْدَكُمْ دَلِيل، إِنَّمَا دَلِيلُكُمْ ابْنُ تَيْمِيَّة الَّذِي خَالَفَ القُرْءَان وَالحَدِيث وَشَذَّ عَنِ الأُمَّةِ. وَقَال: (كَانَ العَرْشُ مَعَ الله، العَرْشُ نَوْعُهُ، أَيْ جِنْسُهُ، لَا ابْتِدَاءَ لِوُجُودِهِ، هُوَ كَانَ مَعَ الله) وَمَنْ يَقُولُ هَذَا كَافِرٌ بِالاِتِّفَاق، اتِّفَاق عُلَمَاء الإِسْلاَم، مَنْ أَثْبَتَ شَيْئًا - غَيْر الله - لَا ابْتِدَاءَ لَهُ كَفَرَ.
اِبْنُ تَيْمِيَة تُوُفِّيَ سَنَة 728 مِنَ الهِجْرَةِ النَّبَوِيَّة أَيْ بَعْدَ وَفَاةِ الرَّسُول بِقَرِيبٍ مِنْ هَذَا لَكِنْ اِبْتِدَاءً مِنْ هِجْرَتِهِ يَكُون تَارِيخُ وَفَاةِ ابْن تَيْمِيَة هَذَا العَدَد مِنَ السِّنِين، ثُمَّ بَعْدَ 400 سَنَة جَاءَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الوَهَّاب عَمِلَ دِينَ الوَهَّابِيَّة، دِينٌ جَدِيدٌ، دِينُ الوَهَّابِيَّة، أَخَذَ مِنْ كُتُبِ اِبْن تَيْمِيَّة أَشْيَاء مِنَ الضَّلاَل وَزَادَ مِن عِنْدِهِ ضَلاَلًا.
فَمِنْ عَجَائِبِ ابْنُ تَيْمِيَة قَوْلُهُ إِنَّ اللهَ يَنْزِلُ كُلَّ لَيْلَة مِنَ العَرْشِ إِلَى هَذِهِ السَّمَاء الَّتِي نَحْنُ نَرَاهَا مِنَ الأَرْضِ وَلَا يَخْلُو مِنْهُ العَرْش، يَنْزِلُ إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا وَلَا يَكُونُ فَارَقَ العَرْش، هَذَا شَىءٌ لَا يَقْبَلُهُ العَقْل، الَّذِي يَنْزِلُ مِنْ شَىء يَكُون فَارَقَهُ، هَذَا الَّذِي يَقْبَلُهُ العَقْل، أَمَّا أَنْ يَنْزِلَ شَىءٌ مِنْ مَكَان إِلَى مَكَانٍ ءَاخَر فيَمْكُث فِيهِ ثُلْثَ اللَّيْل ثُمَّ يَعُود إِلَيْهِ، القَوْل بِأَنَّهُ مَا خَلاَ مِنْهُ العَرْش، هَذَا شَىءٌ لَا يَقْبَلُهُ العَقْل. هَذَا ابْنُ تَيْمِيَة، يُسَمُّونَهُ شَيْخَ الإِسْلاَم وَهُوَ شَيْخُ الكُفْر. كَذَلِكَ قَوْلُ ابْنِ تَيْمِيَة (إِنَّ الله مَعَنَا حَقِيقَةً وَعَلَى العَرْشِ حَقِيقَةً) لَا يَقْبَلُهُ العَقْل.
الَّذِي وَرَدَ في الحَدِيثِ:
»إِنَّ رَبَّنَا يَنْزِلُ كُلَّ لَيْلَة إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلثُ اللَّيِل الأَخِير«
مَعْنَاهُ المَلاَئِكَةُ تَنْزِلُ بِأَمْرٍ مِنَ الله، تُبَلِّغ عَنِ الله: إنَّ اللهَ يَقُولُ لَكُمْ مَنِ الَّذِي يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ وَمَنِ الَّذِي يُسْأَلْني فَأَعْطيَهُ وَمَنِ الَّذِي يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ. ثُمَّ يَعُودُونِ إِلَى أَمَاكَنِهِم الَّتِي فَوْق. هَذَا مَعْنَى الحَدِيث، لَيْسَ مَعْنَى الحَدِيث أَنَّ الله بِذَاتِه يَتَحَرَّك وَيَتنقل مِنْ مَكَانِ إِلَى مَكَانِ. الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى مُسْتَحِيلٌ عَلَيْهِ أَنْ يَتَّصِف بِصِفَاتِ الخَلْق، قُدْرَتُهُ لَيْسَتْ كَقُدْرَةِ الخَلْق، لَا تَزِيدُ وَلَا تَنْقُص وَعِلْمُهُ شَامِل لِكُلِّ شَىء لَا يَزِيدُ وَلَا يَنْقُص، كَذَلِكَ مَشِيئَتُهُ، بمَشِيئَة وَاحِدَةٌ شَاءَ أَنْ يُوجَدَ هَذَا العَالَم، مَا وُجِدَ مِنْهُ وَمَا سَيُوجَد إِلَى مَا لَا نِهَايَةَ لَهُ، كُلَّ هَذَا شَاءَهُ بِمَشِيئَةٍ وَاحِدَة، لأَنَّ كُلَّ شَىء يَتَجَدَّد وَيَزِيد وَيَنْقُص مَخْلُوق، فَكَيْفَ يَكُون عِلْمُ الله يَزِيدُ وَيَنْقُص، كَيْفَ يَكُون عِلْمُ الله يَزِيد مِنْ وَقْتِ إِلَى وَقْتِ، كُلُّ شَىء يَحْصُل مِنْ وَقْتِ إِلَى وَقْتِ فَهُوَ مَخْلُوقُ، عِلْمُ اللهِ لََيْسَ كَذَلِكَ، وَقُدْرَتُهُ وَسَمْعُهُ وَبَصَرُهُ وَكَلاَمُهُ، اللهُ تَعَالَى لَهُ كَلاَمٌ لَيْسَ حَرْفًا وَلَا صَوْتًا، لَيْسَ لُغَةً مِنَ اللُّغَاتِ، لَيْسَ كَكَلاَمِنَا يُوجَدُ مِنْهُ شَىء ثُمَّ شَىء ثُمَّ شَىء، يَسْبِق بَعْضُهُ بَعْضًا وَيَتَأَخَّرُ بَعْضُهُ عَنْ بَعْضِ كَكَلاَمِ البَشَر، نَحْنُ إِذَا قَرَأْنَا القُرْءَان نَبْدَأُ بِالبَاءِ ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم﴾ إِلَى ﴿مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاس﴾ نَأْتِي بِالْباء أَوَّلاً ثُمَّ السِّين، ثُمَّ تَنْتَهِي السِّين ثُمَّ تَأْتِي المِيم وَهَكَذَا حُرُوف يَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضًا، نَحْنُ هَكَذَا نَقْرَأُ القُرْءَان ثُمَّ هَذَا القُرْءَان لَيْسَ الله قَرَأَهُ هَكَذَا، الله لَا يُقالُ نَاطِقٌ –يُقَالُ له مُتَكَلِّم – النَّاطِقُ مَنْ يَتَكَلَّمُ بِالحَرْفِ. أَمَّا المُتَكَلِّم فيُقَال لِمَن يَتَكَلَّمُ مِنْ غَيْرِ حَرْف وَصَوْت مُتَكَلِّم، وَيُقَالُ لَمَن يَتَكَلَّم بِحَرْفٍ وَصَوْتٍ مُتَكَلِّم، البَشَر يُقَال لَهُ مُتَكَلِّم، مَع أن كَلاَمُهُ صَوْت وَحُرُوف، وَالله يُقَالُ لَهُ مُتَكَلِّم مَعَ أَنَّ كَلاَمَهُ لَيْسَ بِحَرُوفٍ، لَيْسَ بِصَوْتٍ، الصَّوْت مَخْلُوق كَيْفَ يَكُونُ صِفَةً لِلَّهِ!!
الآنَ لا نَفْهَم ذَلِكَ الكَلاَمْ لَكِن في الآخِرَةِ الله تَعَالَى يُفْهِمُنَا: نَسْمَعُهُ وَلَيْسَ حَرْفًا وَصَوْتًا، المُؤْمِن يَسْمَعُ وَالكَافِر يَسْمَع، الكَافِر لَمَّا يَسْمَع ذَلِكَ الكَلاَم يقلق، أَمَّا المُؤْمِن التَّقِيّ يَفْرَح.
جِبْرِيل يَسْمَع ذَلِكَ الكَلاَم، في الدُّنْيَا يَسْمَع، وَمُوسَى سَمِعَ مَرَّةً. سَيِّدُنَا مُحَمَّد لَيْلَةَ المِعْرَاج سَمِعَ ذَلِكَ الكَلاَم الَّذِي لَيْسَ حَرْفًا وَلَا صَوْتًا وَرَأَى الله، لَكِن الله تَعَالَى لَا يُرَى كَمَا يُرَى المَخْلُوق، المَخْلُوق تَرَاهُ إِمَّا هَكَذَا بَعِيدًا أَوْ قَرِيبًا أَوْ تَرَاهُ هَكَذَا أَوْ تَرَاهُ إِلَى تَحْتَ أَوْ تَرَاهُ عَنْ يَمِينٍ أَوْ تَرَاهُ عَنْ شِمَالٍ، تَرَاهُ عَنْ خَلْفٍ، تَلْتَفِتُ وَتَرَاهُ.
الله لَا يُرَى هَكَذَا لأَنَّهُ لَيْسَ حَجْمًا، يَخْلُقُ الله فِينَا بقُدرته رُؤِيَةً فَنَرَى ذَاتَهُ الَّذِي لاَ يَكُون عَنْ مُقَابَلَة وَلَا عَنْ مُدَابَرَة، لَا بِكَيْفِيَةٍ مِنَ الكَيْفِيَاتِ الَّتِي يُرَى بِهَا المَخْلُوق. هَكَذَا يُرَى.
وَهُوَ يَرَى العَالمَ، كُلّ شَىء مِنَ العَالَم يرَاهُ لَا عَنْ مَقَابَلَةٍ وَلَا عَنْ مُدَابَرَةٍ وَلَا عَنْ تَحَيزٍ فِي جِهَة فَوْق أَوْ جَهَة تَحْت أَوْ يَمِين أَوْ خَلْف، بِدُونِ هَذَا يَرَى العَالَم، وَنَحْنُ فِي الجَنَّةِ المُؤْمِنُونَ لَمَّا نَرَاهُ لاَ نَرَاهُ عَنْ مُقَابَلَة وَلَا بِشَكْلِ مِنَ الأشْكَال لأَِنَّهُ لَيْسَ حَجْمًا. لاَ يُقَال الله قَرِيبٌ بِالمَسَافَة وَلَا يُقَال بَعِيدٌ بِالمَسَافَة.
كُلّ شَىء يَكُون بَيْنَكَ وَبَيْنَه مَسَافَة قَرِيبَة أَوْ بَعِيدَة مَخْلُوق، الله لاَ يَكُون هَكَذَا، فَلا يُقَال الله حَاضِر وَلاَ يُقَال غَائِب.
بَعْضُ الجُهَال يَعْمَلُون الذِّكْر يَقُولُونَ (يَا حَاضِر، يَا حَاضِر يَا نَاظِر) مَن يَفْهَمُ مِنْهُ أَنَّهُ يَكُون قَرِيبًا بِالمَسَافَة يَكْفُر، مَن اعْتَقَدَ في الله أَنَّهُ قَرِيب مِنْهُ بِالمَسَافَة، كَمَا أَنَا قَرِيب مِنْكَ يَكْفُر. قُربُهُ لَيْسَ بِالمَسَافَة، كُلُّ هَذَا يُفْهَم مِن هَذِهِ الآيَة، ءَايَة القُرْءَان: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ ﴾ [سورة الشُّورَى/11].
أَمَّا القُرْآن الَّذِي نَحْنُ نَقْرَأُهُ فَيُقَال لَهُ كَلاَمُ الله لأَِنَّهُ عِبَارَةٌ عَنْ كَلاَمِ الله الَّذِي لَيْسَ حَرْفًا وَلَا صَوْتًا وَهَذَا اللَّفْظُ الَّذِي نَقْرَأُهُ جِبْرِيل أَخَذَهُ مِنَ اللَّوْحِ المَحْفُوظ مَكْتُوبًا مَا كَتَبَهُ أَحَدٌ إنَّمَا كَانَ القَلَم جَرَى بِقُدْرَةِ الله عَلَى اللَّوْحِ وَكََتَبَهُ، كَتَبَهُ القَلَم، ثُمَّ جِبْرِيل أَخَذَهُ بِأَمْرِ الله وَقَرَأَهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّد، جِبْرِيل أَنْزَلَهُ مِنَ اللَّوْحِ المَحْفُوظ. كَذَلِكَ الإنْجِيل الأَصْلِي، الإنْجِيل الحَقِيقِيّ وَالتَّوْرَاة الحَقِيقِيَّة وَالزَّبُور الحَقِيقِيّ كُلُّ هَؤُلاَءِ جِبْرِيل أَنْزَلَهُمْ بِأَمْرِ الله عَلَى هَؤُلاَءِ الأنْبِيَاء، لَيْسَ الله قَرَأَهُ كَمَا نَحْنُ نَقْرَأَهُ. يُقَالَ لَهُ كَلاَمُ الله لَا عَلَى مَعْنى أَنَّ الله قَرَأَهُ بِالحُرُوف وَالصَّوْت.
نُهَلِّلُ.
Hi! I am a robot. I just upvoted you! I found similar content that readers might be interested in:
https://tahasoft.com/21097
Downvoting a post can decrease pending rewards and make it less visible. Common reasons:
Submit