شكل المُحدد الأول والرئيس في تعزيز أواصر العلاقة بين الجزائر وروسيا تحول الأخيرة لمورد أساسي للأسلحة والمعدات للدولة الأفريقية، وتقديم تسهيلات كُبرى في العديد من الصفقات العسكرية للبلد الأفريقي؛ وهو الأمر الذي عزز كافة أبعاد العلاقة على المستوى السياسي.
وتُشير الأرقام إلى أن الجزائر من الشارين الخمسة الأوائل للأسلحة الروسية؛ إذ تتلقّى من روسيا أكثر من 80% من معدّاتها، وبلغت حصة المعدّات العسكرية التي توردها روسيا للجزائر ثلثَي التجارة بين البلدَين،
وحمل عام 2006 خصوصية كبرى للتحول النوعي في العلاقة بين البلدين؛ بعدما رأت موسكو في الجزائر حليفًا ذا مقومات تؤهله للعب دور فاعل في شمال أفريقيا، وفاعلًاً أساسيًا في قضايا المنطقة تستطيع التعويل عليه في الدفاع عن المصالح الروسية؛ لتقرر آنذاك إعفاء البلد العربي الأفريقي من دين قدره 4.7 مليار دولار كانت الجزائر تدين به للاتحاد السوفياتي؛ وهو الأمر الذي ساهم في العام نفسه في التوطيد السياسي والعسكري بين البلدين.
ظهرت تداعيات هذا الأمر في توقيع الجزائر اتفاقًا في عام 2006 مع روسيا للحصول على دبابات ومقاتلات ومنظومة صاروخية ومعدّات أخرى بقيمة 7.5 مليارات دولار، والتي أخذت هذا العام تحولًا نوعيًا، سواء على المستوى العسكري والاقتصادي، وكذلك السياسي في عدد من القضايا الإقليمية.
تجلى ذلك أيضًا في الزيادات المُطردة لحجم التعاون العسكري بين البلدين سنويًا، إذ سُجِّلت بين العامَين 2012 و2016 زيادة بنسبة 277% في قيمة الأسلحة المُباعة من روسيا إلى الجزائر، كما ارتفعت قيمة المُعدات العسكرية من 700 مليون دولار في العام 2007 إلى 4 مليارات دولار في العام 2016.
ولا تمر مناسبة أو مؤتمر مشترك بين مسؤولي البلدين، إلا ويتم التطرق إلى التعاون العسكرى بينهما كأحد مظاهر هذا التحالف، كالحديث الأخير لوزير خارجية روسيا، سيرغي لافروف، مع نظيره الجزائري، عبد القادر مساهل، في فبراير(شباط) العام الجاري، الذي قال فيه: «هناك آفاق جيدة ونتائج جيدة بالفعل في مجال التعاون العسكري التقني، والخطط القائمة في هذا المجال، ينبغي تنفيذها، نحن عازمون على ذلك مع أصدقائنا من الجزائر».
ولا يقف الدور الروسي عند توريد الأسلحة المتطورة إلى الجزائر فحسب، بل تتضمن كذلك المُساهمة عبر إمدادهم بالخبراء العسكريين الروسي لتطوير صناعة السلاح والمعدات العسكرية في الجزائر، كما أوضح تقرير حكومي خاص أن روسيا هي المصدر الأول لها بشأن المعدات الحربية منذ 24 سنة.
وشهد هذا التعاون العسكري الوثيق تحولًا نوعيًا مع بدء روسيا تزويد البلد المغاربي بأسلحة متطورة، مثل صواريخ إلكسندر بنظام إس 400 المضاد للطيران والقادر على مواجهة الطائرات الغربية مهما كانت قوتها بما فيها الرافال، وإف 35، كما زودت الجزائر سرًا بين عامى 2013 و2014 بصواريخ «إلكسندر»، وهي ذات سرعة فائقة وقوة تدميرية هائلة بما فيها ضرب السفن الحربية في عرض البحار، وهي صفقة لم تكن مُعلنة؛ بل اكتشفها مراقبون تابعون للأمم المتحدة.
وشكل التوسع من الجانب الروسي في الإمدادات العسكرية بأسلحة حديثة متطورة بشكل سري خلال الخمسة أعوام الأخيرة أمرًا محل جدل كبير، لكنه – وفقًا لمحللين – كان التوسع في الإمدادات العسكرية مرتبطًا بشكل أساسي بمسعى الجانب الروسي بتزويد حليفه في شمال أفريقيا بمعدات عسكرية لمجابهة أي أخطار خارجية أو داخلية في ظل توسع رقعة احتجاجات الربيع العربي، خصوصًا بعدما فقدت روسيا أكثر من حليف على رأسها النظام الليبي.
يشرح مقال منشور في صحيفة «القدس العربي» للكاتب حسين مجدوبي هذه النقطة، ويقول: «امتلاك الجزائر هذه الأسلحة المتطورة، وتواجد سفن حربية روسية في غرب البحر الأبيض المتوسط، كان من جهة رادعًا للغرب لتفادي التسبب في نزاعات في الجزائر؛ لأن قطعة سلاح استراتيجية واحدة قادرة على تغيير مسار نزاع أو قضية، ومن جهة أخرى تطبيق روسيا لمفهوم الدفاع عن الحلفاء الذي يجعل منه فلادمير بوتين الآن عقيدة رئيسة في تصوره للدفاع عن أمن روسيا وحلفائها».
How did Russia become the first supplier of weapons in Algeria?
The first determinant of the relationship between Algeria and Russia has been the transformation of the latter into a major supplier of arms and equipment to the African nation, and the facilitation of major military deals in the African country, which has strengthened all aspects of the relationship at the political level.
The figures show that Algeria is one of the top five buyers of Russian weapons, receiving more than 80% of its equipment from Russia, and the share of military equipment supplied by Russia to Algeria is two thirds of trade between the two countries,
In 2006, Moscow saw Algeria as an ally capable of playing an active role in North Africa and a key player in the region's issues, which it can rely on to defend Russian interests. It was then decided to exempt the Arab-African country from religion Of $ 4.7 billion owed by Algeria to the Soviet Union, which in the same year contributed to the political and military consolidation between the two countries.
The consequences of this were the signing of an agreement in 2006 with Russia to acquire tanks, fighter jets, a missile system and other equipment worth $ 7.5 billion, which this year has undergone a qualitative transformation, both militarily and economically, as well as political issues in a number of regional issues.
This was also reflected in the steady increases in the volume of military cooperation between the two countries annually. Between 2012 and 2016, there was a 277% increase in the value of arms sold from Russia to Algeria. The value of military equipment increased from $ 700 million in 2007 to $ 4 billion a year 2016.
There is no joint occasion or conference between the officials of the two countries, but military cooperation between them is mentioned as one of the manifestations of this alliance, such as the last speech of Russian Foreign Minister Sergei Lavrov with his Algerian counterpart Abdelkader Messahel in February this year, : "There are good prospects and good results already in the field of military technical cooperation, and plans in this area, should be implemented, we are determined to do so with our friends from Algeria."
The Russian role in the supply of sophisticated weapons is not only in Algeria but also in contributing to the supply of Russian military experts for the development of arms and military equipment in Algeria.
This close military cooperation witnessed a qualitative transformation as Russia began to supply the Maghreb with sophisticated weapons, such as the Alexander S-400 anti-aircraft missiles capable of confronting Western aircraft, including the Rafal, and the F-35, and secretly supplied between 2013 and 2014 with " "It is extremely fast and destructive, including the strike of warships on the seas, a deal that was not announced; it was discovered by United Nations observers.
The expansion from the Russian side of the military supply of modern sophisticated weapons in secret over the past five years is highly controversial, but - according to analysts - the expansion of military supplies was mainly linked to the Russian side's attempt to provide its ally in North Africa with military equipment to counter any external or In the wake of the expansion of the Arab Spring protests, especially after Russia lost more than one ally, headed by the Libyan regime.
"The possession of these advanced weapons by Algeria and the presence of Russian warships in the western Mediterranean were a deterrent to the West in order to avoid causing conflicts in Algeria, because a strategic piece of weapons," says an article in the newspaper Al Quds Al Arabi by Hussein Majdoubi. One capable of changing the course of a conflict or a case, and on the other the application of Russia to the concept of defense of the allies, which makes him Vladimir Putin is now a major doctrine in his vision to defend the security of Russia and its allies ».