إحصائيات وأرقام
-ثمة 7 شركات عالمية تسيطر على ما يقرب من 90 % من إنتاج الدخان فى العالم، وتخصص نحو 2.5 بليون دولار للدعاية والإعلان، وتقوم بتوزيع السجائر التى يقل فيها نسبة القطران فى دول اوروبا وأمريكا، والتى يزيد فيها نسبة القطران فى بلدان العالم الثالث.
-فى عام 1990 تم استهلاك نحو 5300 بليون سيجارة (بزيادة قدرها 100 بليون سيجارة عن العام السابق).
- بلغت نسبة تزايد إنتشار التدخين من عام 1981 كالآتي:
33 % في قارة أفريقيا
34 % في قارة أمريكا اللاتينية
23 % في قارة آسيا
في حين تراجعت معدلات التدخين بنسبة 5 % فى معظم دول أوربا وأمريكا - تزداد نسبة أعداد المدخنين بمعدل 2.1 % سنويا فى مجتمعات الدول النامية.
- تنخفض نسبة المدخنين بمعدل 1.5 % سنويا فى الدول المتقدمة.
- تبلغ حالات الوفيات نحو 2.5 مليون شخصا سنويا من جراء التدخين.
- تبلغ نسبة المدخنين نحو 18 % بين الرياضين و 54 % بين المدرسين، 6 % بين الطبيبات و 42 % بين الأطباء بوجه عام و 50 % من أطباء القلب. [وذلك فى جمهورية مصر العربية].
- أكدت الدراسات أنه نحو 21 % من المدخنين يتعاطون المخدرات من خلال السيجارة
- كما أكدت الدراسات أن: -
10 % من المدخنين لا يشعرون بمتعة كبيرة من التدخين وانهم يفعلون ذلك بطريقة تلقائية، وغالباً ما يشعلون سيجارة هم ليسوا فى حاجة، ولذلك فهم يدخنون على سبيل العادة فحسب.
25 % منهم يشعرون بالقلق عندما لا تكون السيجارة بين أصابعهم أو شفتيهم، وأنهم يفكرون فى السيجارة التالية حين يطفئون ما بأيديهم.
10 % منهم تسعده عملية إشعال السيجارة بالولاعة (خاصة الأنيقة) كما تسعده عملية اطفائها فى الطقطوقة، فهى تبدو له كأنها وسيلة تعامل فقط.
10 % من المدخنين يعتقدون أنهم خلال عملية التدخين سينتجون بطريقة أكثر وستكون درجة ذكائهم أعلى، وقدرتهم على التصرف أفضل
30 % من المدخنين يعتبرون السيجارة (عكازا) لهم لتخفيف القلق وأنها بمثابة دواء مسكن ومهدىء خاصة فى لحظات التوتر والضغط العصبي أو فى لحظات الخوف أو الخجل، أو عند عدم القدرة على التخاطب أو التحدث بطلاقة فهى تتمثل لهم وكأنها "دواء سحري".
-أثبتت الدراسات أن 90 % من المدخنين قد ارتبطوا فى سن مبكرة بأصدقاء (أو أقارب) من المدخنين.
-وأثبتت الدراسات أن نحو 45 % من المدخنين يقلدون الآباء.
تقدر نسبة الذين يقلعون عن التدخين ثم يعودون إليه قبل مضي ثلاثة أشهر بنحو 60 % من مجموعة الذين أقلعوا، وأقل من ثلث هذه النسبة إذا انقضت سنة على إقلاعهم.
-تقدر قيمة إنتاج التبغ - على المستوى العالمى - بنحو 500 مليار دولار أمريكى سنويا (ومن الطريف أن خسائر الحرائق الناجمة عن الإهمال في إلقاء أعقاب السجائر قد بلغت أضعاف هذا المبلغ فى بعض الدول).
-أثبتت التجارت أن أطفال "الأمهات المدخنات" بمعدل 10 سجائر يوميا، يتميزون بأنهم أقل نموا فى المراحل المختلفة، وذلك عند مقارنتهم بأقرانهم من الأمهات اللاتي لا يدخن.
-كما أثبتت الدراسات أنه من بين مائة مدخن تبلغ نسبة معاناتهم من الأمراض كالآتى:
30 % يعانون من نزلات شعبية
19 % يعانون من آلام في الصدر
17 % يعانون من ضغط دم مرتفع
34 % يعانون من ارتفاع نسبة الدهون
-تبلغ المكونات السامة للسيجارة نحو 4 آلاف مادة كيميائية (منها السام ومنها المسرطن) وقد أثبتت الدراسات أن 80 % من هذه المكونات يترسب فى الشعب الهوائية.
-أثبتت الدراسات أن معظم المتفوقين دراسيا لا يدخنون، وأن هذه العادة يزداد انتشارها بين متوسطى التعليم وغير المثقفين.
-بلغت عدد البحوث العلمية التى اهتمت بالكشف عن أضرار التدخين نحو 50 ألف بحثاً (ولم يتم حتى الآن الإعلان عن بحث يشير إلى فوائد التدخين).
-تقدر تكلفة الرعاية الصحية للمدخنين في الولايات المتحدة نحو 50 بليون دولار [ولم ترد تقارير عن رعاية الدولة للمدخنين بالنسبة للدول النامية].
-أظهرت دراسة بريطانية أن أمرض الرئة المرتبطة بعادة التدخين يمكن أن تؤدي إلى حدوث تغييرات عميقة ومهمة فى الطريقة التى يعمل بها المخ.
تعقيب وتحليل:
أما بعد، فمما لا شك فيه ان اهتمام العلماء والأطباء والباحثين قد زاد في الآونة الأخيرة لمتابعة الآثار الناجمة عن التدخين، ولقد تم بالفعل تحديد وتشخيص تلك الآثار بطريقة علمية دقيقة حتى بلغت البحوث التي اهتمت بهذه المشكلة نحو 50 ألف بحثا، تناولته من جميع جوانبه السلبية، جسميا وعقليا ونفسيا واجتماعيا بل واقتصاديا ايضا.
وقد عرضت نتائج هذه الأبحاث على كافة المواطنين في مختلف بلدان العالم من أجل الوقاية من ذلك القاتل البطىء" وأعلن الأطباء صراحة: أن صحة الإنسان سوف يظل يتهددها الخطر طالما لم يتحقق الوصول إلى عالم خال من سموم السيجارة، ومشاكلها المتعددة.
كيف يمكن حسم القضية إذن؟
إن المتأمل للإحصاءات السابقة يستلفت نظره حقيقة هامة غاية فى الأهمية، فعلى الرغم من أن نسبة المدخنين من الأطباء تبلغ نحو 43 % (وفي أطباء القلب 50 %) إلا أننا على النقيض حيث نجد أنها تبلغ نحو 18 % بين الرياضيين.
هنا نستبط حقيقتين هامتين:
- أنه عن طريق الرياضة يمكن حسم المشكلة لدرجة معقولة ومرضية.
- الحقائق العلمية وحدها لا تكفى - بالطبع - لحسم مشكلة التدخين فأطباء القلب هم أكثرنا دراية بمشاكل التدخين والعواقب الوخيمة للمدخن صحيا ونفسيا، ومع ذلك فهم من أكثر الفئات إدمانا للسجائر!!!
ولعل شركات التبغ قد تنبهيت لهذه الحقيقة الغريبة، فأقدمت على مغامرة جريئة حيرت معها الرأي العام فى بعض الدول، وذلك حين أعلنت أنها لاثبات حسن نواياها ومساهمة منها فى القضاء على ذلك القاتل البطىء، واستئصالا لذلك الداء اللعين، ومحافظة على صحة إنسان القرن الحادي والعشرين فإنها سوف تبذل جهودا مخلصة للقضاء على عادة التدخين من أجل الإقلاع عنها نهائيا، وإنها ستعرض فيلما يدور حول حياة أحد المشاهير العظام من نجوم السينما تسبب إفراطه فى التدخين أنه قد مرض، وقضى نحبه فى نهاية الأمر. . ولقد تناول الفيلم بإسهاب شديد حياة هذا النجم الحافلة بالمسرات ومختلف أنواع المتعة واللذة، وأن السيجارة لم تفارق فمه طوال مدة عرض الفيلم. . . وفى الدقائق الأخيرة يرى المشاهد هذا النجم وقد هبط من سمائه إلى الهاوية. . . ويموت.
وتم تسجيل بعض ردود الفعل لرواد الفيلم من الشبان والمراهقين، فلوحظ زيادة إقبالهم على التدخين، خاصة ذلك النوع الذي كان يدخنه البطل!
وحاولت بعض السلطات القضائية إيقاف عرض الفيلم، وكان دون فائدة مرجوة، فقد سبق السيف العزل!
والحقيقة المؤكدة أن هذه الشركات كانت على يقين من أن الحقائق وحدها مهما كان نوعها وتأثيرها - لن تحسم قضية التدخين بل ربما تأتى بنتائج عكسية تماما!
ومن هنا نتسائل: هل العبارة التى تكتب على جانبى علبة التبغ التدخين ضار جدا بالصحة، هل أفادت أم أضرت؟
إنه موضوع قابل للمناقشة والبحث والتأمل
(بسؤال 150 شابا عن تعليقهم على هذه العبارة كانت الإجابات كالآتى (110 قالوا نعلم هذا وأكثر منه، 19 قالوا ولماذا تبيعها الدولة؟!، 21 أجابوا إجابات مختلفة منها: ربما، كل ما حولنا ملوثا، الأعمار بيد الله. . . إلخ).
وإذا كان التشريع لا يحسم المشكلة بل قد يزيدها تعقيدا (خاصة فى دول العالم الثالث الذى ندور نحن فى فلكه).
واذا كانت الحقائق -العلمية وحدها لا تحسم القضية كما أسلفنا وبدليل ارتفاع معدل التدخين بين الأطباء أنفسهم، فما هو السبيل لحسم المشكلة إذن؟!
إننا نتصور أنه مما لا شك فيه أن التعرف على الدافع النفسي هو الخطوة الأولى لحسم المشكلة؛ وبالتالى يكون العلاج على قدر نجاحنا لمعرفة حقيقة هذا الدافع، ومن واجب وزارة الصحة - أن تولى هنا الأمر الأهمية القصوى فيتولى أطباء نفسيون مسئولياتهم تجاه ذلك فى إطار تكاملى على النحو التالى:
-بداية تعلن وزارة الصحة عن حملتها القومية للقضاء على التدخين، ولتطلق عليه " القاتل البطىء"، كما تعلن أنها سوف تفتح عياداتها النفسية للعلاج بالمجان للراغبين فى الإقلاع عن التدخين.
-يتولى على الفور رجال الدين (مسلمون وغيرهم فى مختلف الأقطار) مسئولياتهم فى ذلك، كى يتجنب الإنسان الضرر بنفسه، وتكون الدعوة فى إطار التشريعات والمبادئ السماوية.
تتولى أجهزة الإعلام مسئولياتها لحسم المشكلة بطريقة مبتكرة.
-تتولى وزارة التعليم مسئولياتها كذلك وفق برنامج زمنى محدد ووفق مبدأ يعلن عنه (مثلا) "القدوة خير وسيلة للإقلاع عن التدخين" أو "الوقاية المبكرة أفضل السبل لحماية الناشئة"
-ويمكن أن تتناول موضوعات الإنشاء أفكارا حديثة فى هذا الصدد، كأن يكتب الصغار عن موضوعات تحث الآباء على الإقلاع عن التدخين حرصا على حياتهم ووفق مبدأ " أنا أحب أبي إذن فلأحافظ على صحته"
-يجب زيادة البرامج الرياضية بأسلوب تربوي، ولا مانع من مساهمة مختلف النوادي الرياضية في ذلك؛ فيمارس الطلبة أنشطتهم داخل هذه النوادي، مع عمل مسابقات ومعارض وبحوث فى هذا الصدد.
-تتولى الصحافة مسئولياتها وفق برامج تعد سلفا (ويجدر الإشارة هنا بأهمية الكاريكاتير التى ثبت أنها لغة سهلة ومؤثرة خاصة على رجل الشارع).