السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحية طيبة لكل مدونين المجتمع العربي وتحية واصلة للمجتمع العربي، بعد أن كتبت مقالين عن معالم سوريا ووعدتكم بإكماله اليوم بإذن الله تعالى سنكمل في أهم معالم سوريا تحديدا في محافظة حمص التي أنتمي إليها، اليوم سأتكلم عن معلم تاريخي عريق بني من أجل قائد عظيم ورجل شهد له العدو قبل الصديق، سنتكلم اليوم عن مسجد من مساجد الله ألا وهو مسجد الصحابي الجليل صاحب القلب الكبير سيدنا خالد بن الوليد رضي الله تعالى عنه وأرضاه.
يعد مسجد خالد بن الوليد من المساجد المشهورة جدا في سوريا وله شأن كبير لدى الشعب السوري لا سيما أهالي محافظة حمص لأنه قد بني على تراب حمص، الصحابي خالد بن الوليد بعد معارك كبيرة وحروب كثيرة خرج من بلاد شبه الجزيرة وقصد الشام ففتح حمص وأقام بها وتوفي فيها بعد ما كان يتمنى أن يموت شهيدا لكن وافته المنية على فراشه ودفن بها، دفن الصحابي الجليل في وسط حمص في بلدة تدعى الخالدية وسميت هذه المدينة نسبة لسيدنا خالد ابن الوليد.
تشيد وبناء مسجد خالد بن الوليد:
هذه الصورة ملتقطة من عام 1915 توضح كيف كان مسجد خالد بن الوليد، يعود بناء هذا المسجد لعام 1266 عندما أمر الظاهر بيبارس ببناء مسجد يليق بمقام الصحابي خالد بن الوليد ومن بعدها أصبح لهذا المسجد أهتمامات كبيرة جدا واستعمل على تدوين الأنتصارات في الحروب مثل صلاح الدين عندما خاض حربا كبيرة في الساحل السوري فأهتم امراء حمص بهذا المسجد اهتماما واسعا وبقي يتطور إلى أن أصبح الأن على شكله المعروف.
أقسام ونواحي المسجد:
لهذا المسجد العديد من الأقسام والشرفات والأبواب، وله تسعة قباب بيضاء جميلة المنظر ويحيطه بمأذنتين أرتفاعهما عال يوجد داخل المسجد صحن كبير وواسع وله أربع قاعات بجانبه قاعتين لطلاب ولطلب العلم، وقاعة للوضوء، وقاعة خصصت كمتحف للمسجد، أما الساحة المعدة للصلاة فتعتبر واسعة جدا وتحضن آلالاف المصلين الوافدين لهذا المسجد يعلوا هذه الساحة القباب التسعة المزخرفة با الرخام وأشكال هندسية بعدة ألوان جذابة ويتواجد في نهايته المحراب الذي بني من الرخام الأبيض المنقوش وأسفل المنبر على الجانبيين يتواجد محرابين محراب من جهة اليمين ومحراب من جهة الشمال له باب رئيسي وأبواب فرعية كثيرة ويتواجد خارجه باحة كبيرة مطلة على بستان جميل جدا وأكثر من أن يوصف لذلك يأتي الوافدون والسياح إلى هذا المعلم الراقي والمميز في مدينة حمص.
حال المسجد بعد عام 2012 ميلادي:
بعد اندلاع الأحداث في سوريا وخروجهم على نظام الأستبداد ومطالبتهم با الحرية وكان من ضمن من خرج مناديا با الحرية هم أهالي حي الخالدية فبدأ بقصفهم وكان المسجد داخل هذا الحي فتعرض لقصف عنيف جدا غير في معالمه التاريخية والأصيلة ودمره تدمير شبه كامل حتى حوصر حي الخالدية قرابت السنة والمسجد يتعرض يوميا للقصف والنيران أجبر أهالي الخالدية با الخروج وترك حيهم وترك مسجد خالد بن الوليد فدخلوا على الحي قاصدين المسجد وحاولوا نبش قبر سيدنا خالد بن الوليد ومنهم من قال أنهم أخرجوا جثته ونقلوها لمكان أخر، بعد السيطرة على حمص من قبل النظام السوري بادر بإعمار وترميم المسجد من جديد ليرجع مثل ما كان عليه.
كل الشكر والتقدير لمتابعة القراءة وأتمنى من الله أن يفرج عنا ونجتمع بمسجد خالد أبن الوليد وتزوروا هذا المعلم الرائع والمميز دمتم برعاية الله أخواني والمجتمع العربي.
حرر بتاريخ: 2020/8/9.
بقلم: أحمد البقاعي.