:لعل أكثر العبارات إلتصاقاً بأذهان الناس عند سماع اسم "ابن خلدون" هي
"الظلم مؤذنٌ بخراب العمران"
ولكن لماذا يكرر الناس هذه العبارة؟
وكيف إستطاعت أن تصمد أمام تغير الزمان وتبدل الأحوال واحتفظت بصحتها ودلالتها؟
عبدالرحمن بن خلدون هو مؤرخ ومؤسس علم الإجتماع وقد تعلم منه الغرب قبل الشرق وانتشرت كتاباته بين دول العالم, حيث وضع قواعد للإستنباط وفهم الحضارات والمجتمعات ظلت صامدة محافظة علي دلالتها وصحتها إلي اليوم, مما يوض لنا أن عبدالرحمن بن خلدون قد سبق من جاءه في عصره بعلمه وحكمته
من أهم المبادئ التي استنبطها هي أن "الظلم مؤن بخراب العمران" وذلك لأن غياب العدل وفشو الظلم دائماً يؤدي إلي نفس النتيجة؛ خراب العمران
ماذا يحدث إذا بدأ مدير الشركة في تعيين أصدقائه وأقاربه بغض النظر عن كفاءتهم وخبرتهم
وماذا يحدث إذا ساوي المدير بين من بذلوا قصاري جهدهم في العمل ومن لم يكادوا يعملون؟
كل الأفعال السابقة تمثل صور من الظلم الذي دائماً ما يؤدي إلي خراب العمران كما وضح لنا عبدالرحمن بن خلدون
فطرة الإنسان السليمة تستنكر وترفض الظلم, وتميل إلي الثورة علي الظالم ومدافعة ظلمه
حتي إذا سكت الناس عن طلب حقوقهم وعن الظلم في البداية, لن يستمر ذلك طويلاً, وسرعان ما سيبذلوا أرواهم في سبيل مدافعة الظلم عندما يشتد
فإذا شعرت بغياب العدل وفشو الظلم, فهذا آذانُ بخراب العمران, سواءاً كان هذا العمران شركة, أو مؤسسة, أو دولة