آينشتاين كان على خطأ الحرب العالمية الثالثة لن تخاض بأسلحة مدمرة بل ستكون أهلية

in hive-137313 •  4 years ago 

آينشتاين كان على خطأ الحرب العالمية الثالثة لن تخاض بأسلحة مدمرة بل ستكون أهلية

sdada.png

لقد توقع ألبرت آينشتاين أن تخاض الحرب العالمية الثالثة بأسلحة فتاكة تدمر جميع أوجه الحضارة و تعيد ما تبقى من البشر الذين سينجون إلى مخلوقات بدائية تتقاتل بالعصي و الحجارة, ولقد ترسخت هذه النظرية خلال العقود الفائتة خاصة في ظل الحرب الباردة التي راكم خلالها الإتحاد السوفياتي و الولايات المتحدة عشرات القنابل النووية القادرة على تدمير البشرية خلال ثوان أو حتى القضاء على جميع أوجه الحياة عليها.

لكن مع إنهيار الإتحاد السوفياتي بدء إحتمال نشوب حرب نووية بالتراجع .

فبعد إنهيار الإتحاد السوفياتي أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية القوى العظمى الوحيدة في العالم التي لا يمكن أن يجاريها أحد في أي من المجالات الإقتصادية و العسكرية و السياسية و حتى الثقافية, مما دفع المفكر الياباني فوكوياما إلى إطلاق نظرية نهاية التاريخ و لقد انها فوكوياما من خلال هذه النظرية إحتمال وقوع حرب عالمية ثالثة فمن سيجروء على مواجهة أو حتى معارضة القوة العظمى الوحيدة في العالم.

خلال فترة صعود نظرية إنتهاء التاريخ تحولت طبيعة النزاعات في العالم من مواجهة بين دول و مواجهة بين أيدولجيات ( الإشتراكية الشيوعية و الرأسمالية) إلى مناوشات حدودية بين بعض الدول و مواجهات ذات طابع ديني أو حروب أهلية و نزاعات أُثنية أو عرقية و قد خف إحتمال حدوث نزاع عالمي قد يؤدي إلى حرب عالمية.

أما حاليا فلقد إعتبر الكثير من المحللين أن إحتمال صعود مخاطر وقوع حرب عالمية يزداد مع بداية بروز أقطاب متعددة في العالم كالصين و الإتحاد الفيدرالي الروسي و مع سقوط نظرية إنتهاء التاريخ لفوكوياما لكن الأحداث التي شهدها العالم منذ بداية الربيع العربي و الثورات الشعبية في هونغ كونغ و بعض دول أمريكا اللاتينية توحي أن هناك تسابق مع الزمن بين الوصول إلى عالم متعدد الأقطاب و بين نشوب حروب أهلية في هذه الدول.

لقد بدءت مظاهر حصول إنشقاقات و تصدعات بين الشعوب و الحكومات و الطبقات الأرستقراطية الحاكمة في كافة العالم و الشواهد على ذلك لا تعد و لا تحصى, أكبر هذه المؤشرات كان وصول دونالد ترمب إلى الرئاسة في أمريكا, و كان أحد أهم أسباب تمكنه من هزيمة كافة خصومة المخضرمين في السياسة و أصجاب النفوذ الكبير هو غضب الشعب الأمريكي من كل الطبقة السياسية و من الحزبين الجمهوري و الديموقراطي, فالكثير من الأمريكين أختاروا دونالد نرامب لأنهم إعتقدوا أنه من خارج هذه المنظومة السياسية الفاسدة.

أما في الصين و بالتحديد و بالرغم من النمو الإقتصادي الهائل التي تشهده الصين و هونغ كونغ تحديدا فإن ذلك لم يمنع من قيام مظاهرات و إحتجاجات عنيفة وقفت السلطات الصينية عاجزة عن التعامل معها.

أما في الدول الإسكندنافية التي تعتبر نموذجا يحتذى به لدى الكثير من شعوب العالم , النموذج الذي يتغنى به الإشتراكين و الرأسمالين على حد سواء, هذا النموذج الذي يمدحه الجميع ما عدى أبناء و مواطنين هذه الدول, ففشل الحكومات الإسكندنافية في حل العديد من المشاكل و على رأسها أزمة إزدياد أعداد المهاجرين و فشل عملية دمجهم حول دولة مثل السويد إلى غيتوات و دفع العديد من السويدين الذين كانوا يرحبون بالمهاجرين إلى الإنعزال و عدم الإختلاط مع المهاجرين و لقد أصبح صعود الحركات و منظمات اليمين المتطرف في هذه الدول حتمي .

من خلال النماذج الثلاث التي ذكرتها يمكن الإدراك أن الفجوة بين الشعوب و الحكام لم يسلم منها أحد لا الدولة الرأسمالية الأولى في العالم “الولايات المتحدة الأمريكية” و لا أكبر دولة “شيوعية “ الصين و لا دول غنية ذات نظام هجين كالدول الإسكندنافية, كما لا بد من ذكر المظاهرات التي شهدتها إيران والتي يحكمها نظام ديني و الذي لم ينجح بسد الفجوة بينه و بين الشعب وأما في دول العالم الثالث فحدث و لا حرج عن الفجوة بين السلطة و الشعب كان الربيع العربي أول مؤشراتها, و المستقبل سيحمل المزيد بالتأكيد.

أسباب نقمة الشعوب على حكوماتها و عدم الثقة المطلقة بها عديدة و تختلف بإختلاف الوضع الإقتصادي و السياسي في الدول, لكن ما يجمع جميع شعوب العالم هو إدراكهم أن حكوماتهم و أحزابهم و أنظمتهم غير كفؤة و غير قادرة على مواجهة تحديات عصرنا, العالم في عصر المعلومات و عصر الإنترنت يتحرك بسرعة هائلة بينما الأحزاب و الحكومات ما زالت تدار بعقلية مضى عليها الزمن.

الأحزاب و السلطات لم تعد تستطيع التحكم بالإعلام و لم تعد تستطيع التحكم بما تفكر به شعوبها و لم تعد تستطيع التعمية على إخفاقاتها و عدم كفائتها بتخويف شعوبها من عدو خارجي, الشعوب بدءت تدرك أن العدو الحقيقي هو الطبقة الحاكمة المتحكمة بمقدرتنا و برقابنا و بمستقبلنا.

العالم أمام مرحلة إنتقالية لا يمكن تفاديها, و إذا تعلمنا شيئا من التاريخ فهو أن ولادة عصر جديد عادة ما يكون مليئا بالدماء و بالكثير من الألم و القرف, لكن هذه طبيعة الولادة و فق القوانين الطبيعية, ديناصورات العالم القديم التي تحكمنا لن ترضى أن تموت بسهولة و ستحاول أن تدمر العالم لكي تبقى في الحكم, لكن النيزك قد إرتطم بالأرض و العد العكسي قد بدء, و الديناصور الفرح لأن النيزك لم يقتله فإن الدخان سوف يقتله و التغير المناخي سيقتله, عصر الديناصورات قد إنتهى و الحرب العالمية الأهلية قد بدءت و نعم أينشتاين كان على خطىء لكن يا ليت أينشتاين كان لا زال حيا لكي يقنع بعض الديناصورات أن عصرها قد إنتهى و يجنبنا حربا عالمية.

Authors get paid when people like you upvote their post.
If you enjoyed what you read here, create your account today and start earning FREE STEEM!
Sort Order:  

يتم التصويت على موضوع واحد لنفس الشخص كل ثلاثة ايام

موضوع رائع ماهو البرنامج الذي استخدمته للكتابة على الصورة

انا استخدم الفوتوشوب

حاول في المرة المقبلة استخدام مقال اصلي انت تكتبه هنا و ليس مقالات منقولة من مصادر مجهولة ممنوع سرقة المقالات لسؤ الحض اكتشفنا انا مقالك مأخود من مصدر خارجي لقد تم اخفاء مقالك
انضر هذه المدونة هل هي تابعة لك؟
https://www.jihadovich.com/2019/12/12/%D8%A2%D9%8A%D9%86%D8%B4%D8%AA%D8%A7%D9%8A%D9%86-%D9%83%D8%A7%D9%86-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%AE%D8%B7%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A9/

سيد انيس هذا الموقع لنا

نعم و لكن لقد ذكرنا في الوضوع الثاني لمجتمع العربي كتابة مقالات اصلية يعني تكتب مباشرة في ستيمت مقالك الخاص
اقرأ المنشور الاول و الثاني من المجتمع العربي جيدا

dfsfsfsdf.jpg

شروط المجموعة ان يكون المقال اصلي لن تحصل على اي تصويت ان كان غير اصلي