المعادلة الذهبية التي ستسقط النظام و تحقق التغير في لبنان

هذه المعادلة مبنية على وقائع الأرض و ليست على التمنيات و الشعارات و الأحلام, فإذا نظرنا إلى المشهد اللبناني بشكل مجرد يجب أن ندرك أن النظام اللبناني مبني على ثلاثة ركائز تشكل قوة النظام, أولا حزب الله ثانيا المصارف ثالثا رعاية المجتمع الدولي, و بالتالي من أجل حصول أي تغيير في لبنان يجب أخذ هذه الركائز في الحسبان.

علما أن الأحزاب السياسية اللبنانية في السلطة تدرك هذه المعادلة و قد كانت هذه المعادلة سبب بقائها في السلطة طول هذه السنين, فالأحزاب السياسية لديها بضاعة تبيعا لهذه الركائز الثلاث من أجل بقائها في السلطة, فهي تبيع حزب الله ورقة عدم المس بسلاح المقاومة مقابل التحالف معها و غض النظر عن فسادها, كما تبيع المجتمع الدولي و حزب الله و المصارف معا, ورقة الإستقرار, فكل هذه الأطراف يهمها المحافظة على الإستقرار الأمني و السياسي في لبنان, فحزب الله يرى في عدم الإستقرار الداخلي مدخلا لإشغاله و حرفه عن هدفه الأساسي و هو مقاومة إسرائيل, بينما المصارف أيضا يهمها الإستقرار فهي إستثمرت كثيرا في هذا النظام من خلال إقراض الدولة و من خلال الإستثمار في السوق العقاري و الذي سينهار عند فقدان الإستقرار و بالتالي يخسر المصارف و اًصحاب رؤس الأموال المليارات, كما أن المجتمع الدولي يهمه الإستقرار الأمني و السياسي في لبنان, لأن المجتمع الدولي يعتبر أن حزب الله قد يكون المستفيد الأول من عدم الإستقرار, فنظرا لقوته الشعبية و العسكرية قد يستغل عدم الإستقرار لتوسيع رقعة نفوذه في لبنان أو حتى الأمساك بشكل كلي بلبنان, كما أن المجتمع الدولي و الدول الأوروبية بالتحديد تخشى أن يؤدي عدم الإستقرار في لبنان إلى موجات هجرة غير مسبوقة إلى أوروبا مما يؤدي إلى نقل حالة عدم الإستقرار إلى أوروبا, و بالتالي يعتبر الإستقرار الورقة الأهم في يد السلطة التي تبيعها لحزب الله و المجتمع الدولي و المصارف و أصحاب رؤوس الأموال, و لذلك نجد أحزاب السلطة مربكة في مواجهة الثورة الشعبية, فالثورة الشعبية أنتزعت أهم ورقة لديهم للبقاء في السلطة.

و بالتالي يجب عل الثورة الشعبية عدم إعطاء ورقة الإستقرار مجددا للسلطة, كما يجب على الثورة العمل على تطمين ركائز النظام اللبناني الثلاث”حزب الله, رعاية المجتمع الدولي, المصارف و رؤوس الأموال” يجب على الثورة أن تتفاهم معهم و تطمئنهم على أنها هي الوحيدة القادرة على إعادة الإستقرار إلى لبنان و أن الأحزاب في السلطة الحالية عاجزة بل هي تشكل عبء على الإستقرار في لبنان, و بالتالي يجب التخلص منها لإستعادة الإستقرار, و هذه هي المعادلة الواقعية الوحيدة القادرة على إسقاط النظام.

علما أنه على الثورة إتخاذ إجراءات عديدة من أجل إثبات جدارتها على أن تكون البديل لأحزاب السلطة في تأمين الإستقرار في لبنان. أهم هذه الأجراءات هي إيجاد قيادة كفؤة, و تكون مطمئنة لجميع الأطراف, و بعدها تقوم هذه القيادة بالتفواض مع ركائز النظام الثلاث التي ذكرناها, و بعد الإتفاق يحدث التغيير.