لجذور التاريخية للمخابرات في العالم الإسلامي
يُقدّر بعض المؤرخين أن الاستخبار هو أول عمل قام به الإنسان منذ آلاف السنين، باعتبار أنه قام بالاستطلاع والاستكشاف بحثًا عن الأرض المناسبة والماء، أو الصيد ليحافظ على وُجوده، ومع تطوّر الإنسانية وتجمّع الأفراد في مجموعات بشرية؛ أصبح يُرسل أفرادًا لاستطلاع المعلومات وجمعها عن المجموعات البشرية الأخرى المُجاورة له إما لاكتشاف نمط عيشها أو لحماية نفسه من إمكانية مُهاجمتها له أو تمهيدًا لمهاجمتها أو التحالف معها.
ومع قيام الممالك والدول، واندلاع الحروب لسبب أو لآخر، اكتشف الإنسان أهمية معرفة أسرار قوة الخصم أو نقاط ضعفه، دفع هذا عمل الجواسيس والعملاء للازدهار، ويرى كثير من المؤرخين والباحثين أنّ الفراعنة القدماء، كانوا أول من مارس أعمال المخابرات والتجسس في الحرب، في عهد الفرعون تحوتمس الثالث وقائد جيشه «توت»، في أثناء حصاره بلدة يافا الساحلية، عندما أدخل مجموعة من جنده إلى ميناء البلدة داخل الأسوار في أكياس القمح، بهدف إشاعة الفوضى والارتباك في صفوف السكان وفتح ما يمكن من أبواب الحصن للجيش المرابط خارجها.
وورد في «التوراة»، في الإصحاح الثالث عشر من سفر الملوك، أن النبي موسى عندما خرج من مصر، جمع رجاله واختار منهم 70 رجلًا وطلب منهم التوجه إلى أرض كنعان واستطلاعها والتجسّس عليها، قائلًا لهم: «اصعدوا من هنا إلى الجنوب، واصعدوا إلى الجبل، وانظروا الأرض ما هي والشعب الساكن فيها، أقويّ هو أم ضعيف، قليل أم كثير؟ وكيف هي الأرض، أجيدة أم رديئة؟ وما هي المدن التي هو ساكن فيها، أمخيمات أم حصون؟ والأرض أهي سمينة أم هزيلة؟ أفيها شجر أم لا؟ وتشددوا فخذوا من ثمر الأرض»، وعاد عيون موسى ليقولوا: «إن أرض كنعان يتدفق منها اللبن والعسل، وإن سكانها من العمالقة الجبابرة الضخام».
كما ورد في قصص القرآن أن «هدهد» النبي سليمان ذهب يستطلع الجوار، ولما عاد إليه أتاه بنبأ عن مملكة سبأ، فتقول الآية: «فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ» (سورة النمل – آية 22).
الاستخبارات في بداية التاريخ الإسلامي
لم تشهد المرحلة الأولى للدولة الإسلامية ظهور جهاز مخابرات مستقل بذاته، بل جرت العادة أن يُنتدب بعض من الصحابة، لأداء مهمات استخبارية محددة، قُبيل الغزوات أو لتنفيذ عمليات اغتيال، بحق من شكلوا خطرًا على انتشار الدعوة، مثل عصماء بنت مروان، وأبي عفك وكعب بن الأشرف وغيرهم. توسعت مهمات «العيون» في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، لتشمل متابعة أداء الولاة وضبط الأمن داخل المجتمع المسلم الآخذ بالتوسع.وفي هذا السياق، أشار كتاب «صاحب الخبر في الدولة الإسلامية» لمؤلفيه محمد حسن النابودة ومحمد عبد القادر خريسات، إلى أن إفراد الجهاز الاستخباراتي بمنظومة واضحة قد يكون برز في عهد الدولة الأموية التي نشأت في ظروف سياسية عصيبة، جعلتها تواجه عددًا من التيارات السياسية والدينية النشطة التي لم تدخر وسعًا للإطاحة بها، مما جعل الدولة الأموية تهتم ومنذ تأسيسها بـ«صاحب الخبر» لرصد حركات المعارضة لها من الشيعة والخوارج والعمل على القضاء عليهم.
أما في عصر الدولة العباسية، فقد اختلف أمر المخابرات اختلافًا جوهريًا بحسب ذات المصدر الذي يُشير إلى أن قيام الدولة كان تتويجًا لعمل سرّي منظم استمر سنوات طويلة دون أن تتمكن المخابرات الأموية من كشف مخططاته، وذلك بفضل دقة تنظيمه ووسائل التمويه التي كان يستخدمها في اتصالاته، مثل استخدام التجار وغيرهم، ولهذا فإن العباسيين أنشؤوا منذ بداية حكمهم جهاز مخابرات غاية في الدقة والتنظيم، فحقق الهدف الذي أنشئ من أجله وأحبط مؤامرات كبرى، وكشف عن تنظيمات سرّية مناوئة للدولة تعمل على الإطاحة بها.
وكان العباسيون أول من كلفوا «صاحب البريد» الذي كان يعمل تحت إمرته عدد كبير من العيون المبثوثين في مختلف أرجاء الدولة، والذين كانوا يقدمون له التقارير المفصلة عن أوضاع المناطق المكلفين بها، بإدارة جهاز المُخابرات (وفق التعبير الحديث)، وكان صاحب البريد بدوره يقدّم خلاصة هذه التقارير إلى الخليفة ليرى رأيه فيها.
البصاصون في عهد المماليك
في فترة الدَّولَة المَملُوكِيَّة، برز ما اُصطلح عليه وقتها بـ«البصاصين»، نسبة للمُخبرين الذين يُتابعون كل شيء من أجل حماية مصالح الملك، ومن بين أهم الأعمال الأدبية التي وصّفت بشكل دقيق هذه الفترة وأبرزت الدّور المحوري لمخبري ذلك الزمان، رواية «الزيني بركات» لصاحبها جمال الغيطاني.
بطل الرواية «بركات بن موسى» هو شخصية حقيقية رصدها الكاتب المصري عند مُطالعته كتاب بدائع الزهور في وقائع الدهور للمؤرخ ابن إياس. كان الزيني واليًا على القاهرة، واشتهر بالاستقامة والأمانة وهو الأمر الذي دفع السلطان لإطلاق لقب «الزيني» عليه.
ولأن للسلطة قانونها، وحتى يُحافظ والي القاهرة على ولايته وليبسط سيطرته على أرض مُلكه، احتاج الزيني لأن يطّلع على كل التفاصيل الجلية والمخفية في مدينته، وهنا تظهر شخصية كبير البصاصين الذي سيلعب في كل فصول الرواية دور «عين» الوالي التي لا تنام.
تُشير الرواية التاريخية إلى أن دور كبير البصاصين كان يشبه إلى حد كبير دور أجهزة المخابرات حاليًا، فكان يجنّد أعينًا ترصد له الأحداث كلها، بل كان يبث الاشاعات والفتن بين طوائف الشعب لخدمة مصالح الوالي والسلطان.
هذه الزيجة بين السلطة السياسية مُمثلة في الزيني وجهاز المخابرات مُمثّلة في كبير البصاصين زكريا بن راضي سُرعان ما حوّلت والي القاهرة العادل الأمين إلى وحش قاس يُعذّب مساجينه ويدُس الدّسائس لمن يتعارض وجوده مع مصالحه الشخصية، وما أشبه الأمس باليوم.
وتُصوّر الرّواية التي تحولت إلى عمل درامي دهاليز الصراعات السياسية بين الأجهزة وأصحاب المناصب المختلفة، فعلى الرغم من أن منصب كبير البصاصين ليس سياسيًا بشكل مباشر، إلا أنه يتحكم بطريقة ما في كبار السياسيين بمن فيهم السلطان نفسه، حيث يستطيع كبير البصاصين أن يوهم الجميع، حتى السلطان، بأن أمنهم وسلامتهم وحياتهم تعتمد على المعلومات الأمنية التي يملكها، كما أنه وبحكم امتلاكه للمعلومات عنهم يستطيع ابتزازهم وتهديدهم.في العالم الإسلامي المعاصر.. المخابرات المصرية نموذجًا
تتعدّد الأجهزة التي تُعنى بجمع المعلومة داخل الدّولة الواحدة وعادة ما يكون هناك جهاز أو في الحد الأدنى قناة لتجميع المُعطيات حتّى تُقدّم لصاحب القرار الذي يبني من خلال ما يُقدّم له موقفًا أو تحرّكًا سياسيًا، للمؤسسّات العسكرية جهازها أو أجهزتها وللمُؤسّسات الأمنية من شرطة وحرس جهازها وأجهزتها أيضًا.
ودائمًا ما يكون الجهاز المُرتبط مُباشرة بالمُؤسّسة صاحبة الوزن الأكبر في مُعادلة السّلطة السياسية داخل بلد ما، رئاسة جمهورية بالنسبة للدول ذات النّظام الرّئاسي أو الملك بالنسبة للأنظمة الملكية أو رئاسة الحكومة بالنسبة للأنظمة البرلمانية أو شبه البرلمانية، دائمًا ما يكون الأكثر تأثيرًا على مُستوى رسم السياسات.
وينقسم مجال الفعل الاستخباراتي إلى مُستويين اثنين بحسب الحضور الجغرافي للمعلومة: أما المُستوى الأوّل فيتعلّق بالشأن الدّاخلي وهو ما وُرث عن الخلافتين العباسية والأموية كما ذُكر أعلاه، وأما المُستوى الثاني فيركّز اهتمامه على المُحيط والإقليم سواء دول الجوار أو باقي دول العالم.
ينقسم جهاز الاستخبارات المصرية إلى ثلاثة أقسام رئيسية: هيئة المخابرات المصرية العامة وتتبع رئاسة الجمهورية، والمخابرات العسكرية وتتبع وزارة الدفاع، ومديرية مباحث الأمن الوطني التي تتبع وزارة الداخلية، وتضطلع الأجهزة الثلاثة بمهمة الحفاظ على الأمن القومي مع تركيز مباحث الأمن الوطني على الوضع الداخلي.
1- المخابرات العامة
أصدر الرّئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر قرارًا رسميًا بإنشاء جهاز استخباري تحت اسم «المخابرات العامة» سنة 1954 عقب حركة يوليو (تموز) 1952 التي أتت به للسّلطة بهدف تقوية الجانب الاستخباراتي لدى الدّولة المصرية.
وكانت الانطلاقة الحقيقية للجهاز مع تولي صلاح نصر رئاسته عام 1957 إذ قام بتحديث وتطوير الجهاز على أسس منهجية وتكنولوجية، كما قام بإنشاء مبنى منفصل وأسس وحدات للراديو والحاسوب والتزوير والخداع.
وبحسب تقرير صادر عن معهد غلوبال سيكوريتي المُختص في الشؤون العسكرية والأمنية، تأسس الجهاز أيضًا لمتابعة الوضع الداخلي وأساسًا للمتابعة اللصيقة للتيارات السياسية المعارضة مثل الشيوعيين والإخوان المسلمين، وهو ما بقي عليه الأمر في عهد السادات ومبارك.
2- المخابرات الحربية
تتبع إدارة المخابرات العسكرية والاستطلاع المصرية، وتعرف اختصارًا باسم المخابرات الحربية، لوزارة الدفاع وتداول على رئاستها عدد من كبار ضباط الجيش، وتختص المخابرات الحربية بمتابعة القضايا المتصلة بالأمن القومي من الناحية العسكرية، أي متابعة وقراءة واستطلاع تحركات العدو وجمع المعلومات الخاصة بتشكيلاته القتالية واستعداداته في حالة السلم والحرب، بالإضافة إلى مسح الواقع الميداني للعمليات العسكرية بما فيها المسح الجغرافي ومطابقتها مع الخرائط العسكرية التفصيلية وتقديم هذه المعلومات إلى القيادة العسكرية والسياسية لتقدير الموقف على الأرض.
3- مباحث أمن الدولة «الأمن الوطني»
أنشئ جهاز أمن الدولة بعد قيام حركة يوليو (تموز) سنة 1952 بديلًا للبوليس السياسي الذي ألغته الثورة، وكُلّف بمتابعة الملفات الأمنية الداخلية وتحديدًا التيارات السياسية المناهضة للنظام مُمثلة أساسًا في التيارات الشيوعية والتيار الإسلامي. ويعتبر جهاز أمن الدولة المؤسسة الأمنية التي تصنع السياسات وتلمع الرموز السياسية (البروباغندا) ومن أهم أدواته الجهاز الإعلامي، ويتمتع هذا الجهاز منذ نشأته بصيت سيء بالنّظر لتاريخه الحافل بانتهاكات حقوق الإنسان والتعذيب المُوجّه أساسًا للمعارضين السياسيين، وتاريخ حافل بأساليب وأدوات التعذيب بحق المعتقلين لا سيما من التيارات السياسية المعارضة والمناهضة للنظام.
كل الأجهزة السابقة تعتمد في عملها على تجنيد العُملاء والمُخبرين سواء كانوا مواطنين عاديين أو صحافيين أو دبلوماسيين وهو ما يُعد من كلاسيكيات العمل الاستخباراتي، ومع تطوّر التكنولوجيا، أصبحت أجهزة التنصت المُختلفة من بين الأدوات الأساسية التي يتم اعتمادها.
The historical roots of intelligence in the Islamic world
Some historians estimate that intelligence is the first work done by man for thousands of years, as he explored and explored for the right land and water, or hunting to maintain its existence. As humanity evolved and people gathered in human groups, it sent individuals to explore and gather information about human groups The other adjacent to either to discover the pattern of life or to protect himself from the possibility of attacking him or in preparation for attack or alliance with them.
With the rise of kingdoms and states, and the outbreak of wars for one reason or another, man discovered the importance of knowing the secrets of the strength of the opponent or its weaknesses, this prompted the work of spies and customers to flourish, and many historians and researchers believe that the ancient pharaohs were the first to conduct intelligence and espionage in war, During his siege of the coastal town of Jaffa, when he entered a group of his soldiers to the port of the town inside the walls in the bags of wheat, in order to create chaos and confusion among the population and open the possible sections of the fortress of the army stationed outside.The Bible states in the thirteenth chapter of the Book of Kings that the prophet Moses, when he came out of Egypt, gathered his men and chose 70 men. He asked them to go to the land of Canaan and to explore and spy on them. He said to them, "Go up from here to the south, The mountain, and see the earth, what is the people that dwell in it, stronger or weak, little or many? And how is the land, good or bad? What cities do they live in, camps or fortresses? Is the earth fat or poor? Are there trees or not? "And the eyes of Moses returned to say," The land of Canaan flows from it milk and honey, and its inhabitants are great giants. "
As stated in the stories of the Koran that the «Hudhad» prophet Solomon went to explore the neighborhood, and returned to him when the news of the Kingdom of Sheba, the verse says: «He stayed not long ago, he said, I did not touch you and I came to you from Saba with certainty» (Al-Naml - verse 22) .ntelligence at the beginning of Islamic history
The first phase of the Islamic state did not witness the emergence of an independent intelligence apparatus. It was customary to assign some of the Sahaba to carry out specific intelligence missions prior to invasions or assassinations against those who posed a threat to the propagation of the call, such as Asmaa bint Marwan, Abu Afak, Ashraf and others. In the era of Caliph Umar ibn al-Khattab, the tasks of Laayoune expanded to include the follow-up of governors' performance and security within the expanding Muslim community.
In this context, the author of the news in the Islamic state of his authors Muhammad Hassan al-Naboodah and Muhammad Abd al-Qadir Khreisat pointed out that the intelligence apparatus's establishment with a clear system may have emerged during the Umayyad period, which arose out of difficult political circumstances and made it face a number of political and religious currents Which has spared no effort to overthrow them. This has made the Umayyad state, since its inception, a "news anchor" to monitor and work against the opposition movements of Shiites and Kharijis.
In the era of the Abbasid state, the intelligence order differed fundamentally according to the same source, which indicates that the establishment of the state was the culmination of secret work organized for many years without the ability of the Umayyad intelligence to reveal his plans, thanks to the accuracy of the organization and means of camouflage used in his contacts, Such as the use of merchants and others, and so the Abbasids had established since the beginning of their rule intelligence apparatus is very precise and organized, achieving the goal for which it was created and thwarted major conspiracies, and revealed secret organizations hostile to the state working to overthrow them.
The Abbasids were the first to charge the "mail owner", who worked under his command, a large number of eyewitnesses throughout the country, who provided him with detailed reports on the conditions of the areas assigned to them, administered by the intelligence service (according to modern expression) Summarize these reports to the Caliph for his opinion.Pseudons in the Mamluk era
In the period of the Mamluk state, the so-called "basa'in" emerged as a percentage of informants who follow everything in order to protect the interests of the king. Among the most important literary works that have been accurately described in this period are the "Zinni Barakat" To the owner Jamal al-Ghitani.
The protagonist of the novel «Barakat Ben Mousa» is a real character observed by the Egyptian writer when he read the book Bda'id al-Zahar in the chronicles of the historian Ibn Iyas. Al-Zayni and Alia were on Cairo, and he was known for his honesty and honesty, which prompted the Sultan to launch the title of "Zinni" on him.
Because the authority has its own law, and in order to preserve the governor of Cairo and his control over the land of his property, Zinni needed to see all the obvious and hidden details in his city.
The historical narrative indicates that the role of the chief of the corps was very similar to the role of the intelligence services at present. He used to recruit eyewitnesses to monitor all the events, but it spread rumors and strife between the sects of the people to serve the interests of the Wali and the Sultan.
This marriage between the political authority represented by the Zinni and the intelligence service represented by the great Basainin Zakaria Ben Radi soon transformed the fair governor of Cairo into a cruel monster who tortures his prisoners and tramples plots for those who contradict his presence with his personal interests and what is similar to the day before.
The novel, which has become a dramatic work, is the hallmark of political conflicts between the organs and the various positions. Although the post of chief of the bussain is not directly political, it somehow controls senior politicians, including the Sultan himself. That their security, safety and lives depend on the security information they possess, and that by having information about them, they can blackmail and threaten them.
In the modern Islamic world, Egyptian intelligence is a model
There are a number of devices that deal with collecting information within a single country. There is usually a device or a minimum channel for data collection, in order to provide the decision-maker who builds through the political position or movement of the military institutions or apparatus and security institutions of the police and the guards of its apparatus and organs. .
The organ directly connected to the institution with the greatest weight in the equation of political power within a country is always the most influential at the policy-making level.
The level of the intelligence act is divided into two levels according to the geographic presence of the information: The first level is related to the internal affairs, which inherited from the Abbasid and Umayyad Caliphates as mentioned above, and the second level focuses on the ocean and the region, whether neighboring countries or the rest of the world.
The Egyptian Intelligence Service is divided into three main sections: the Egyptian General Intelligence Service, the Presidential Office, the Military Intelligence, the Ministry of Defense, and the National Security Directorate, which is affiliated to the Ministry of the Interior. The three bodies carry out the task of maintaining national security.- General Intelligence
Former Egyptian President Gamal Abdel Nasser issued an official decision to establish an intelligence apparatus under the name of General Intelligence in 1954 following the July 1952 movement that came to power with the aim of strengthening the intelligence aspect of the Egyptian state.
The real start of the apparatus was with Salah Nasr's presidency in 1957, as he modernized and developed the apparatus on a systematic and technological basis. He also established a separate building and established radio, computer, counterfeiting and deception units.According to a report issued by the Global Security Institute specialized in military and security affairs, the device was also established to follow the internal situation and the basis for close follow-up of opposition political trends such as the Communists and the Muslim Brotherhood, which remained under the era of Sadat and Mubarak.
2 - Military Intelligence
The Directorate of Military Intelligence and the Egyptian reconnaissance, known as the Military Intelligence, is affiliated with the Ministry of Defense and is headed by a number of senior military officers. Military intelligence is specialized in following up national security-related issues in the military, ie, following up and reading enemy movements. Peace and War
In addition to surveying the field realities of the military operations, including the geographical survey and matching them with the detailed military maps and providing this information to the military and political leadership to assess the situation on the ground.
The state security apparatus was established after the July 1952 movement as an alternative to the political police, which was abolished by the revolution. It was tasked with following up the internal security issues, especially the anti-regime political movements, mainly represented by the currents of communism and the Islamic trend. The State Security Apparatus is considered the security institution that makes policy and shines the political symbols (propaganda) and is one of the most important tools of the media apparatus. Since its inception, this apparatus has been characterized by a bad reputation due to its history of violations of human rights and torture directed mainly at political opponents and a history of methods and tools of torture against detainees, Opposition and anti-regime political currents.All the previous agencies rely on recruiting agents and informants, whether they are ordinary citizens, journalists or diplomats, which is a class of intelligence work. As technology develops, various wiretapping devices have become among the basic tools adopted.